عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2018, 12:01 PM   #4


الصورة الرمزية أحلام منسية
أحلام منسية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 766
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 04-25-2020 (04:51 AM)
 المشاركات : 149,568 [ + ]
 التقييم :  588940
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي




(4)
و لم يقتصر البخارى على الجهاد العلمى
و ما بذله فيه جهود هائلة بل شارك أيضا
فى الجهاد بالنفس والمال ضد أعداء الإسلام
و يقول معاصروه أنه كان راميًا ماهرًا نادرًا
ما يخطىء سهمه الهدف و ذات يوم أصاب
سهمه وتد قنطرة على نهر فكسره فأرسل
إلى صاحب القنطرة طالبًا منه السماح له
بإصلاحه على نفقته و كان صاحبها
من أهل العلم
فرد علي البخارى قائلًا
بل القنطرة و جميع مالى فداء لك
ففرح البخارى بسماحة الرجل و عفوه
و تصدق بمئات الدراهم وأملى على تلاميذه
فى ذلك اليوم خمسمائة حديث
و كذلك بنى رِباطًا-قلاعًا
و تحصينات على حدود بلده-بخارى
من ماله الخاص و شارك بنفسه فى بنائها
و اجتمع عدد كبير من الناس لمعاونته
فى البناء،و طلب منه بعضهم أن يستريح
من العمل بيديه فأبى إلا أن يحمل الطوب
معهم حتى لا يحرم نفسه من الثواب
العظيم..و يُروى أنه أعد لهم طعامًا
و كان قد اشترى خبزًا قليلًا-بثلاثة دراهم
فأكل معه ما يزيد عن مائة من العمال
حتى شبعوا و بقى طعام كثير و تلك
كرامة ظاهرة و كان رضى الله عنه
مستجاب الدعوة و قد عاين بنفسه
استجابة الله تعالى له-فى الحال
فامتنع بعد ذلك عن طلب شىء من ربه
من حاجات الدنيا-خشية أن ينقص
من حسناته و من صفاته العطرة كذلك
أنه كان يتجنّب الغيبة والنميمة تمامًا
حتى فى الوصف الضرورى لأحوال رواة
الأحاديث-لبيان ما إذا كان الراوى صالحًا
للنقل عنه أم لا-فقد كان البخارى
يكتفى بقول عبارات غير جارحة
مثل"سكتوا عنه"
أو"تركوا حديثه"
أو"رماه فلان بالكذب"
و فى هذا الوصف الأخير
ليس هو من يتهم الرجل بالكذب
بل شخص آخر،و كل ما فعله البخارى
هو إثبات هذا الوصف-للأمانة العلمية
فإنه لا يجوز كتمان حال الراوى بحجة
تجنّب الغيبة و هذه من حالات الضرورة
حتى لا ينخدع الناس بشخص غير أمين
فينقلوا عنه أكاذيبه،التى ينسبها إلى النبى
صلى الله عليه و سلم،و فى هذا ما فيه
من ضرر و بلاء عظيم
و عن زهد الإمام حدّث و لا حرج.إذ كان
مُكتفيًا معظم عمره بملابس بسيطة
و كان طعامه الخبز فقط لا غير.و كان
يتصدّق بمعظم ما يأتيه من ثمار أرضه
و كثيرا ما كانت نقوده تفنى فكان يأكل
الحشائش حتى لا يسأل أحدا شيئًا
و كان ربّه الأكرم يرسل إليه من يعطيه
مالًا بلا طلب و لا سابق معرفة و هى كرامة
أخرى..و لم يعلم من حوله بزهده و تقشّفه
إلّا فى أواخر حياته،عندما فحص طبيب بوله
وأخبرهم أن هذا الإمام لا يتناول سوى الخبز
فألحّ تلاميذه عليه أن يأكل معه شيئًا
فأضاف قطعة من السكر إلى الخبز ! و هذا
حال كُل عالم عامل،يشغله السعى إلى الآخرة
و طلب العلم و نشره عن حطام الدنيا الفانى



 
 توقيع :





رد مع اقتباس