06-18-2017, 09:47 PM
|
|
حَدَثٌ في الذّاكرة ( 9 | يونيو )
اليوم : الجمعة
التاريخ : 9 | يونيو
شطبتُ بالقلمِ الأسود على التاسعِ من يونيو ، كم يخنقني هذا التاريخ
يعيدني لعامٍ مضى ، لأعيشَ ذاتِ الكارثة
نعم هكذا أسميتها .. كارثةٌ قلبية .. زعزعت استقرار نفسي حتى تمنيتُ أني لم أحب
في التاسع من يونيو العامَ الماضي ، تَفَتّتَت أوراق أزهاري ، و تفتتت رياحين عمري ..
لأنه حينما تُعلِّقُ أمالكَ عندَ أحدهم ، و تهديهِ ثقتكَ و نفسك و حبك
فيخذلك و يخونك .. ستدمى ، ستعايشَ جرحاً نازفاً دائم
ستفقد ثقتكَ بالجميع ، ستخشى الصداقات ، العلاقات .. ستخشى الحب !
و الحب أكثر شيءٍ كنتُ أؤمن به .. كنتُ أخلقه .. كنتُ أهمس به و أعيشه في كل حركة
كنتُ أتنفسُ حباً و أزفر عشقاً .. كنتُ أعيشه معه ..
لكنه قد حطمَ الصورةَ التي رسمتها معه ، و شوّه عالمي الذي صنعته و عشته و إياه
ما أهداني إيّاه قد سلبه مني في لحظةٍ وجزة .. كان كل شيءٍ كالحلم ، لا بل كان كالكابوس !
أذكر أني ذرفت دموعي بألمٍ يعتصر قلبي ، و أنا لا أعي ..
هل تَركني ؟
هل حطمّ قلبي و هو يعلم !؟
هل تخلّا عني !!؟
لا يسعني الآن وصفَ عواطفي الموجوعة ، و لا أريد تذكرَ حزني و اكتئابي و تقوقعي على نفسي
فقلبي قد رَمُدَ أخيراً ، و جذوةِ الحب قد انطفأت
و ما بقي غير الرثاء .. و نقمٌ و كرهٌ لتلكَ الأيام التي خدعتني بلباسها الوردي
و لصوتهِ و همسه .. ذاك الفارس الذي وللا هارباً في الرمق الأخير
كما قالوا ، لم يروي عطشي .. بل أخذني لليمِّ و أعادني بظمأٍ أكثر !
هكذا سرقَ ربيعي ، و زهور عمري ، و عكر صفوي و بدد حلمي
و هتكَ عشي الذي بنيناه معاً .. ليحوله ركاماً لا روحَ فيهِ و لا حياة
تركني بلا مأوى .. و بلا ثقة !
أذكر تماماً الثوب الأسود الذي جاءني به
أخبرني أنه يتوق لرؤيتي أرتديه .. و قد ارتديته
و ما كنتُ أدري أنه كان بداية الحداد !
بذاتِ اليوم .. هاجمني .. و القى اتهاماته الخائبة على قلبي المفطور
و انقلب كل شيءٍ على عقب
و لم يعد هناك عش
و لا حب
و لا زوج
كان من المؤسف أن يغادرني بهذه الطريقة
بل من المقرف !
أدركتُ بعدها أنه قد عثرَ على حبٍ جديد .. فقرر هجري و التخلص مني
فسلكَ سبيلاً ملتوياً ليفر مني .. و يدنسني بقذارة
قد عاشَ حياةً أخرى
و جعل كل سبلي وعرة .. لا أستطيع سلكَ أي سبيلٍ منها
صرتُ أسكن للوحدة .. و أهجرَ المجالسَ و أحذر خوضَ الأحاديث
أنا مرتابةٌ من كل شيء
من كل شيء !
من أينَ أبدأ من جديدٍ و الناس لم تنتهي بعد من حكايتي ؟
كيفَ أنسى و التاريخ يطرق باب ذاكرتي ؟
كيفَ أحيا ، و أحدهم قد هشَّمَ قلبي ؟!!..
أعود لرُزنامةِ الأيام ، لأقتلعَ منها يومَ بؤسي
و أعاتب الشمس التي بزغت دون أن تنكسف ..
و أدفن رأسي ..
|