عرض مشاركة واحدة
قديم 03-30-2022, 08:31 PM   #3


امي فضيلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1171
 تاريخ التسجيل :  Aug 2018
 العمر : 76
 أخر زيارة : 12-16-2022 (01:18 PM)
 المشاركات : 57,631 [ + ]
 التقييم :  328563
 SMS ~
لوني المفضل : أ‌أ‡أ‘أ›
افتراضي



الصبر على الموت وفقد الأحبة
*************************
من سنن الله -تعالى- في كونه أن جعل لكل نفسٍ
بشريةٍ ختاماً لها بالموت،
فكلّ عاقلٍ يعلم لا محالة أنّ هناك خاتمةً له ولأحبابه في الموت،
وفي استشعار ودوام تذكّر ذلك تهيئةٌ نفسيةٌ تعين العبد على تخطّي
هذا البلاء إذا ما نزل به، ومن يذكر أعظم المصائب
التي قد تنزل بالعبد هانت عليه مصيبة الموت إذا نزلت،
فمن أعظم المصائب الذي قد تُصيب العبد المصيبة في دينه،
وامتحانه في دينه ودرجاته،
وما سوى ذلك ليس إلّا لرفع الدرجات ولحطّ السيئات
بكرمٍ من الله -تعالى- على عباده.


وقد كتب الله -سبحانه- الموت على جميع الخلق،
لا فرق في ذلك بين الغني والفقير، وبين الصغير والكبير،
أو الذكر والأنثى، فكلّ من على الأرض فانٍ،
والكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت،
والمؤمن من أيقن فضل وأجر الصبر على موت وفقد الأحبة،
فلا يخلو الإنسان من مواجهة المصائب؛ ولا شكّ بأنّ فقد الصفيّ
والحبيب من أشدّ المصائب التي تفطر القلوب، وتحرق الأكباد؛
فعلى المسلم المبتلى بفقد عزيزٍ أن ينظر في كتاب الله
وأن يتأمّل ويتدبر آياته؛ حتى تطمئن جوارحه، ويسكن قلبه؛
فقد ضاعف الله -تعالى- أجر من صبر وشكر واحتسب أمره إلى الله،
كما بشّر الله الصابرين في كتابه العزيز؛ فقال: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).


ثواب الصبر على الفقد يوم القيامة
رتّب الله -تعالى- عظيم الأجر والثواب لمن أصابته
مصيبة الموت بأهله أو أحد أحبابه وأصفيائه،
فصبر واحتسب أجره عند الله سبحانه،
وفي ذلك قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-
فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي الصحيح:
(ما لِعَبْدِي المُؤْمِنِ عِندِي جَزاءٌ، إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ
مِن أهْلِ الدُّنْيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلَّا الجَنَّةُ)،
وفي ذلك أعظم ترغيبٍ للصبر والاحتساب
عند وقوع هذا المصاب،ويراد بالصفيّ القريب الحبيب،
سواء الأمّ أو الابن أو الأخ أو غيرهم،
فالله تعالى يقابل الصبر بعظيم إحسانه وعطائه
والصفيّ كما ذكر العلّامة ابن حجر العسقلاني هو
الولد والأخ وكلّ من يحبّه الإنسان،
والقبض؛ هو قبض الروح،
والاحتساب؛ هو الصبر على تلك المصيبة
ورجاء الأجر من الله عليها.


مراتب الصبر على المصيبة
للصبر على المصيبة عدّة مراتب؛
*أوّلها ترك ما لا ينبغي من شقّ الجيوب ولطم الخدود،
ورفع الصوت والنياحة على الميت وجزع القلب،
فالصابر هو من يكفّ لسانه ويده وجوارحه وقلبه عمّا لا ينبغي،
*ثمّ تأتي بعد ذلك مرتبة الرضا؛ حينما يرضى العبد بما قدّره الله
تعالى له، ويطمئن بما كتبه عليه،
*والمرتبة العليا تتمثّل بالشكر؛ حيث يعتقد المسلم
بأنّ مصيبته نعمةٌ من الله له، ويترتب عليها
من مضاعفة الأجور وتكفير السيئات.

يتبع


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس