10-28-2018, 03:00 PM
|
#39
|
• رونق التـ🌷ـوليب •
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 732
|
تاريخ التسجيل : May 2017
|
أخر زيارة : 07-30-2022 (05:51 AM)
|
المشاركات :
38,686 [
+
] |
التقييم : 213224
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Crimson
|
|
•• الجزء الأخير ••🥀
في اليومِ التالي .. منذ أن غادرتُ للجامعةِ صباحاً لم أعد إلى المنزلِ إلا في الساعةِ الثامنةِ و النصفِ مساءً ..
كنتُ منهكةً و أريد أن أنام ..
دخلتُ إلى المنزل و صعدتُ إلى حيثُ غرفتي ، لكن حينَ وصلتُ عندَ الباب .. استعدتُ كاملَ تركيزي و يقظتي حينَ رأيتُ كيساً أنيقاً معلقاً على مقبضِ الباب !..
تعجبت !.. و مددتُ يدي و التقطتُ الكيسَ و نظرتُ لداخله بفضول .
كانت به هديةً مغلفة !
ابتسمتُ حيثُ أدركتُ أنّ ( إدوارد ) من وضعها دونَ شك .. هذا الرجل يحاول دائماً تضخيمَ مخاوفي .. يحاول تصعيبَ الامر عليّ أكثرَ مما يجب ، ألم يقل لي لا تعلقي قلبكِ بي !؟.. لما يكونُ لطيفاً معي .. !؟
فتحتُ الباب .. و حينَ فتحتُ الباب وجدتُ ( إدوارد ) واقفاً عندَ النافذة .
وقفتُ للحظةٍ أنظرُ إليه متفاجئة .. بينما استدار إليّ و قال بهدوء :
- أخيراً عدتي ؟!
دخلتُ و أغلقتُ الباب .. ثم تقدمتُ نحوَ المنضدة لأضعَ حقيبتي و كتبي و أنا أقول :
- كنتَ تنتظرني ؟!
و بعدَ أن وضعتُ الكتبَ و الحقيبة .. نظرتُ لـ ( إدوارد ) و أنا أقول و أشير للكيس الذي بيدي :
- ماهذا ؟
ابتسم بلطف ، و تحركَ نحوي مقترباً و هو يقول :
- هديةٌ صغيرة ..
و وقفَ أمامي و هو يشبكُ يديهِ خلفه :
- افتحيها .
أخرجتُ العلبةَ من الكيس ، و نزعتُ المغلفَ من العلبة .. فإذا به عطر !
تبادر إلى ذهني أنه ذات العطر الذي شممته فيهِ صباح الأمس ، فنظرتُ إلى عيني ( إدوارد ) و أنا قاطبة الجبين ، و قلت متضايقة :
- ذات العطر الذي أهديتهُ لـ ( جوليا ) !
رفعَ حاجباً و هو يحدقُ بي بصمت ، و ما إن همّ بالكلامِ حتى رميتُ العطرَ بعيداً بغضبٍ صارخة :
- لا أريده !
نظرَ إلى زجاجةِ العطرِ التي صارت على الأرض ، ثم نظرَ إليّ و هو يعقد حاجبيه .. قلتُ و أطرافي ترتعد غضباً :
- هل تتعمد قهري ؟!.. ألا تكتفي من إذائي و تحطيمِ مشاعري !
هدأت تقاسيم وجهه و هو ينظر إلي متفهماً .. مدّ يديه نحوي ليمسكَ بي و هو يقول محاولاً تهدئتي :
- اهدئي يا ( كريستي ) .. إنه ليسَ ذات العطر !
أبعدتُ يديهِ عني و أنا أتراجع خطوةً للوراء ، و قلت بذاتِ الإنفعال :
- مهما يكن ، لا أريده !.. و لا أريدك !.. و أنتَ كذلكَ لا تريدني !
عقدَ حاجبيه من جديدٍ و هو ينظر إليّ متعجباً ، فقلتُ باكيةً و القهر ينهش قلبي ، و قد خفتَ صوتي :
- ستتزوجُ من ( جوليا ) ، ستتركني !.. فلا تصنع الكثير من الذكريات ، لا تزحمني بكَ يا ( إدوارد ) .. فأنتَ مفارقني !
و وضعتُ يديّ على وجهي أشهق بالبكاء .. فاقتربَ مني و أحاطني بذراعيه .. و قال و هو يضمني بصوتٍ حنون :
- لا لا لا !.. لا تفعلي ذلكَ يا جميلتي ، اهدئي أرجوكِ .
رفعت رأسي إليه و قلت بثبات :
- غداً .. غداً يجب أن ننفصل ، لنتطلق .
نظرَ إلى عيني متفاجئاً ، فحررتُ نفسي من ذراعيه و ابتعدتُ عنه بأنفاسٍ متسارعة .. و جلستُ على السرير و أنا أصدّ عنه .
ساد الصمت هذه اللحظة ، ما عدتُ أسمع غيرَ صوتِ تلاحقِ أنفاسي .. بعدَ دقيقة ، سمعته يطلق تنهيدةً طويلة .. ثم قال بهدوء :
- سنتحدثُ عن ذلكَ فيما بعد ، نامي الآن لترتاحي يا عزيزتي .
نظرتُ إليه و بداخلي الكثير من الحقد .. فابتعدَ ليغادر ، و لكن خطواته توقفتْ عندَ العطر الملقى على الأرض .. ثم قال دونَ أن ينظرَ إليّ :
- أقبلي هذا العطر ، رائحته تشبهكِ كثيراً .. و احتسبيها هديةً من صديق ..
ثم أكملَ طريقه للباب ، و غادر .
أخذتُ نفساً عميقاً محاولةً استجلاب هدوئي و استعادةِ زمام نفسي .. و نظرتُ للعطر ، زجاجته راقية جداً .. هل رائحته تبدو كذلك ؟
ابعدتُ نظري عن العطر بانزعاج ، و دسستُ نفسي تحتَ غطاءِ السرير ، ملتحفةً ألمي و حزني .. أفكرُ في قراري الذي اتخذته .. إنه القرار المناسب ، و كان عليّ اتخاذه منذ عرفتُ سببَ اتخاذ ( إدوارد ) إياي زوجةً له ..
أغمضتُ عيني باطمئنان .. غداً سيكون أجمل .. غداً ستنقشعُ الغمامةُ عن سمائي ، غداً سأشرقُ من جديد ..
========
جاء صبحُ الغد ، استيقظتُ و أنا لا أزال تحتَ تأثير البارحة ، مازلتُ أشعرُ بالإختناق و الضيق الشديد .. لكنني اليوم سأحسم الأمر ، لذلك يجب عليّ أن أكونَ بحالٍ جيدٍ و بعزيمةٍ قوية .. يجب أن لا أستسلمَ لألمي ..
نهضتُ من فراشي و ذهبتُ للحمام ، أستحممت و ارتديتُ ثيابي متأهبةً للجامعة .. و قفتُ عندَ المرآةِ و أنا أجفف شعري .. أفكر في كل شيءٍ حولي .
سأفتقد هذه الغرفة ، سأفتقد هذا المنزل .. سأفتقد الاستمتاع و الراحة !
سأعود لحياتي السابقة .. سأعود وحيدةً و شقية .. سأعود لألهثَ خلفَ المالِ من جديد .
انتابني حزنٌ شديد ، سأرجع للشقاء لا محاله .. ففي كل الأحوال ( إدوارد ) سيتزوج من ( جوليا ) ، و لأجل أن يتزوجها لابد أن يطلقني .. على الأقل إن تطلقتُ الآن برغبةٍ مني سأحفظ ما تبقى من كرامتي و كبريائي .
أنتهيت من التزيين ، حملتُ حقيبتي و كتبي .. و بينما كنت مغادرة ، و قعت عيناي على العطر المرميّ على الأرض .
توقفت أنظر إليه و كلام ( إدوارد ) يتردد على مسامعي ، فانحنيتُ و التقطته .. و رششتُ منه في الهواءِ أمامي لأشمه .
أغمضتُ عيناي و أخذتُ نفساً عميقاً .. فتسللتِ الرائحةُ إلى حواسي ، كانت رائحةً عذبة و فخمة ، هي حقاً مختلفة عن عطرِ ( جوليا ) .. إنها أجمل !
ابتسمت سعادةً بجمال العطر ، و قررتُ الاحتفاظ به ..
حسناً !.. لاحتسبها من صديقي ( إدوارد ) !
و تساءلت في نفسي ، هل من الممكن أن أكون أنا و ( إدوارد ) صديقان ؟!..
هراء .. ذلكَ مستحيل !
كنتُ أتمناه حبيباً و زوجاً .. فالأعترف !.. أنا أكن الكثير من المشاعر لـ ( إدوارد ) !
وضعتُ العطرَ في حقيبتي و غادرتُ الغرفة بهدوءٍ و مهل .
نزلتُ لغرفةِ الطعام متأملةً أن أرى ( إدوارد ) ، يجب أن ننهي كلّ شيءٍ عاجلاً .. و كان من حسنِ الحظِ أنه هنا يتناولُ إفطاره .
نظرَ إليّ حينَ دخلت ، نظرتُ إليهِ أنا الأخرى بوجهٍ متوجم ، و قلت بهدوء :
- صباح الخير .
أجابني بهدوءٍ هو الآخر :
- صباح الخير .
تقدمت نحو طاولةِ الطعام و جلستُ على الكرسي المقابل لكرسي ( إدوارد ) .. و بدأت بوضع الطعام في طبقي بصمت .
قال ( إدوارد ) :
- كيفَ أصبحتي ؟
قلتُ دونَ أن أنظرَ إليه :
- جيدة .
مرت لحظةُ صمت .. كنتُ أتناول فيها طعامي .. بينما هو كان يحتسي الشاي ، ثم سألني :
- هل أنتِ جادة بشأنِ ما قلتيهِ البارحة ؟
رفعتُ عيني عن طبقي إلى وجهه .. ثم قلت :
- بالتأكيد .. سأعود من الجامعةِ قبلَ الظهر ، عد أنتَ كذلك من عيادتك و لنذهب و ننهي الأمر .
- ليسَ اليومَ يا ( كريستي ) ..
صمتتُ و أنا انظر إليه بانزعاج ، و تساءلت :
- لماذا ؟!
- تمهلي قليلاً ، أو حتى حين زواجي من ( جوليا ) .
قلتُ و قد بدا عليّ التوتر :
- لا .. بل سننفصل في أقربِ فرصة !
صمتَ و هو يحدق في وجهي .. ثم قال بصوتٍ هادئ :
- سأفتقدكِ يا جميلتي .
قلتُ و أنا أنهض :
- لن تفتقدني ..
- حسناً .. غداً إذاً يا ( كريستي ) .
هززتُ رأسي .. و ذهبتُ عنه لأغادر .. لكني توقفتُ فجأةً متذكرة ، فاستدرتُ إليهِ و قلت :
- شكراً على الهدية ، قد أحببتُ العطرَ كثيراً .
ابتسمَ بلطفٍ و قال :
- ذلكَ أسعدني يا عزيزتي .
قلتُ مترددةً بصعوبة :
- هناكَ شيءٌ أيضاً ..
رفعَ حاجباه و قال :
- ماذا ؟!
- أريدُ تعويضاً ..
ظل يحدق في عيني بصمتٍ للحظات .. ثم قال و هو يمسكُ بكوبه :
- من حقك ، اطمئني لن تخرجي من هذا الزواج خاسرة .
ثم نظرَ إليّ و قال :
- سأشتري منزلاً لكِ و سأهديكِ المال .
هززتُ رأسي برضا .. فسألني :
- بشأنِ صديقك !.. انتظرتكما البارحةَ على العشاء و لكنكِ لم تأتي بهِ إلى هنا !.. ماذا حدث ؟!
اتسعت عيناي تعجباً و دهشة ، و قلت :
- كنتَ جدياً ؟.. بشأنِ العشاء ؟!
- لا أذكرُ أنيّ ألقيتُ الكلامَ اعتباطاً !
صمتتُ للحظةٍ و قد أخذتني الحيرة ..و أنكستُ رأسي مفكرة .. ثم رفعتُ إليه عينيّ و قلت :
- لا داعي لأن تتعرفَ عليه ، أنا و أنتَ مفترقان .. يجب أن لا تهتمَ بعلاقاتي .. و لا بأيّ شيءٍ يخصني .
نظرَ إليّ ببرودٍ شديد .. و اكتفى ، فعدتُ لاكملَ طريقي خارجَ المنزل .
========
خرجتُ منَ الجامعة قبيلَ العصر ، و فكرتُ في أينَ عساني أذهب .. ( كارلوس ) يعمل في هذا الوقت و لن أستطيعَ لقاءه ، قررتُ أنْ أتسوق .. فكرتُ في شراء بعض الهدايا لـ ( كارلوس ) و أختهِ و أخيه .. فلقد كنتُ أنوي ذلكَ منذ مدة و لم أفعل ..
ذهبتُ إلى السوق .. و فكرتُ كثيراً ماذا يمكنني شراء هديةٍ لـ ( كارلوس ) ، بعدَ تفكير .. و بعدَ البحث في السوق قررتُ أن أشتريَ ساعتينِ أنيقتينِ لـ ( كارلوس ) و شقيقه .. أما لأختهِ المقبلة على الزواج فقد تبضعتُ لأجلها الكثيرَ من أدوات الزينة و المكياج و طلبتُ منَ صاحب المحل أن ينسقها في علبةِ هديةٍ و يغلفها .
بعدَ أن انتهيتُ من التسوق ، نظرتُ إلى الساعةِ في هاتفي ، كانت الرابعة .. فقررتُ مهاتفةَ ( كارلوس ) ، فقد انتهى وقت عمله الآن .
هاتفته و أجابني ، فأخبرته أني أرغب بلقائه عندَ الحديقةِ المجاورة للفندق الذي يعمل فيه .
بعدَ ذلكَ ذهبتُ للقائه ، فوجدتهُ ينتظرني عندَ مدخلِ الحديقة .
أوقفتُ سيارتي و نزلتُ منها و أنا أحمل أكياسَ الهدايا .. اقتربتُ منه ، كان ينظرُ إليّ متفاجئاً بما أحمل ..!
توقفتُ عنده و أنا قائلة بسعادة :
- مرحباً ( كارلوس ) !
أجابني و علاماتُ الإستفهامِ باديةً على وجهه :
- مرحباً بكِ !.. ما هذا ؟!
ابتسمتُ و قلتُ له :
- إنها هدايا لكَ و لأخوتك .. أتمنى أن تعجبكم .
نظرَ إليّ بخجلٍ و قال :
- آه ( كريستينا ) !.. لما ذلكَ يا عزيزتي ؟!
اتسعت ابتسامتي و قلت :
- أنتَ و عائلتكَ أصدقائي الوحيدين .. أحببتُ أن أقدمَ لكم شيئاً فما الضير في ذلك ؟!
ابتسمَ و قال بهدوء :
- لطفٌ منكِ ذلك ، شكراً .
- هيا خذها !.. و دعنا نجلس .
و ذهبنا لنجلسَ على أحدِ المقاعد .. حينَ جلسنا أخرجتُ الهديةَ التي خصصتها لـ ( كارلوس ) و قلتُ له :
- تفضل ، هذهِ لك .. أتمنى أن تنال على إعجابك .
التقطها مني و هو يبتسم :
- شكراً جزيلاً ، أيمكنني فتحها الآن ؟
- بالتأكيد !
فتحَ العلبة على عجل ، و حينَ رأى الساعةَ أمعنَ النظرَ إليها و ابتسامته تتسع ، ثم نظرَ إليّ و قال بهدوء :
- إنها براقة جداً ، و جميلة جداً .. قد أعجبتني كثيراً يا ( كريستينا ) ، شكراً .
سعدتُ لسماعي ذلك ، و سعدتُ لرؤيةِ الفرح في عينيه .. و قلتُ مشجعة :
- ضعها على يدكَ إذاً .
- حسناً .
و وضعها على معصمه ، و نظرَ إليها بسعادة .. ثمّ نظرَ إلي قائلاً :
- شكراً يا عزيزتي .
- هناك ساعةٌ أخرى لشقيقك ، أما الباقي فلشقيقتك .
- سيفرحانِ كثيراً بها .
بهتت ابتسامتي قليلاً حينَ فكرتُ في إخبارِ ( كارلوس ) بما استجدّ بيني و بينَ ( إدوارد ) .. و بدأ قلبي يخفق ارتباكاً .. إنه من الصعب جداً أن أتحدثَ في الموضوع !
لاحظني ( كارلوس ) ، و بانَ الاهتمام على ملامحهِ و هو يقول لي :
- ما الأمر ؟.. ماذا أصابكِ فجأةً يا ( كريستي ) ؟!
قلتُ و أنا أنظرُ إليهِ بحزن :
- سأتطلقُ من ( إدوارد ) غداً .
صمتَ و هو يحدق فيّ ، فانزلتُ عيناي حيثُ يدي المتشابكتين ، و قد تجمعت الدموع بأحداقي .
قالَ ( كارلوس ) و هو يربت على كتفي :
- لا بأس .. هوني عليكِ .
تساقطت دموعي ، فرفعتُ رأسي لآخذَ نفساً عميقاً و أصدرُ زفيراً طويلاً .. ثم قلتُ و أنا أمسح دموعي :
- لستُ نادمةً لاتخاذي هذا القرارِ الآن و لكني .. متألمة .
مدّ يدهُ إلى يدي و أخذها في قبضته قائلاً :
- أفهم ذلك .. هل قررّ الزواج من حبيبته ؟
نظرتُ إليه و قلت :
- سيتزوجُ عاجلاً أو آجلاً .. لكني لا أستطيعُ الاحتمال أكثرَ بجواره ، و لن أتحملَ البقاءَ إلى حينِ تركهُ هوَ لي !.. لنْ أسمحَ له برميي بعدَ أنْ يعلنَ عن انتهاءِ دوري لديه .
- قد يكون الأمر صعباً لكن .. فعلتِ ما هو أفضل .
أنزلتُ عينيّ التي دمعتا من جديد ، و قلت مستأنفة :
- لقدَ رفضَ ( إدوارد ) رغبتي في البداية .. لكنه وافقَ بعدَ إصراري .. كان يريد مني البقاء إلى حينِ زواجه من ( جوليا ) .
قال ( كارلوس ) مهوناً :
- سيمرّ الأمر .. و ستستعيدينَ حياتكِ السعيدة من جديد صدقيني .
لزمتُ الصمت ، و استرجعتُ الأيام التي أمضيتها معَ ( إدوارد ) منذ بدايتها حتى الآن .. كانَ لقاءنا جميلاً ، و البدايةُ معه كالحلم ..
قلتُ و أنا أشعر بالإختناقِ :
- ليتهُ لم يقتطف مني عمراً يا ( كارلوس ) .. سأفتقد الكثيرَ من الأشياء بعده .. كل شيءٍ سيتغير .
- كل الأشياء لا تدوم .. حتى هو و ماله .
ثمّ قال بنفادِ صبر :
- آه ( كريستينا ) ؟!.. هل تبكينَ على حياةِ القهرِ الذي كنتِ تعيشينها معه ؟!
ابتسمتُ بمضضٍ و قلت :
- لا .. لكن ، أشعر بالتِّيه ، و كأنني سأُتْرَكُ للضياع .. عليّ الآن أن أبدأ حياةً جديدة !
- سنبنيها معاً .. إن كنتِ لا تمانعين .
رفعتُ عينيّ إلى عينيه .. و كأني لم استوعب تماماً ما يقصد .
فجأةً سمعتُ صوتاً يناديني :
- ( كريستينا ) ؟!
التفتَ كلانا إلى حيثُ جاءنا الصوت .. فإذا بي أرى ( إدوارد ) ..!
كانَ واقفً بعيداً بعضَ الشي .. حينَ نظرنا إليه قال لي :
- تعاليّ إليّ .
شعرتُ بالقلق ، و تمسكتُ بكف ( كارلوس ) التي كانت تشد على كفي .. نظرَ إليّ ( كارلوس ) سائلاً :
- هذا زوجكِ ؟!
هززتُ رأسي بالإيجاب و أنا مازلتُ أنظر لـ ( إدوارد ) .. ثم تركتُ يدَ ( كارلوس ) و وقفتُ قائلة :
- سأذهب لأراه .
و سرتُ بهدوءٍ إليه ، و هو لا يزال واقفاً يحدق بي و هو قاطب الجبين .. توقفتُ أمامه و قلت بارتباك :
- ماذا يا ( إدوارد ) ؟.. كيفَ عرفتَ أني هنا ؟!
قال و الإنزعاجُ بادٍ عليه :
- أثارني الفضول نحو صديقكِ هذا .. فارسلتُ أحداً يتقصاكِ لأجدكِ و إياه .
عقدتُ حاجباي .. حيثُ أنه لم يرُقنِي ما سمعته
، بينما قال :
- أهذا البائسُ صديقكِ ؟.. أتراه هوَ من حرضكِ على تركي عاجلاً يا ( كريستينا ) ؟!
قلتُ بنبرةٍ حادة :
- أبداً ، بل شئتُ ذلكَ بإرادتي .. لأني أعيشُ في جحيمٍ معك !
- لا تناسبكِ حياةَ البؤساءِ يا ( كريستينا ) ، مكانكِ المناسب في منزلي .. معي أنا !
قلتُ بقهر :
- ستتزوج !.. ثم تنبذني لتجعلني بائسةً حقاً و تعيسة !
- لا أعرفُ حتى الآن متى سأتزوج من ( جوليا ) ..
قلتُ مؤكدةً و أنا أرفعُ حاجباي :
- لكنكَ ستتزوجها !..
- ستكونينَ بخيرٍ معي حتى ذلكَ الحين .
هززتُ رأسي بالنفي ، و قلت بمرارة :
- قد هشمتَ قلبي منذ الليلةِ الأولى .. البقاء معكَ صعبٌ و لا يطاق .. فلا تتخيل أنّ حياتي رهينةً بك .
صمتَ و هو يحدق في عيني .. فقلت :
- مازلتَ على وعدكَ لي !.. غداً سنتطلق .. و ستعطيني تعويضاً !..
ما زال صامتاً و هو يحدق في عيني بغضب ، فقلت :
- وداعاً .
استدرتُ عنه فورَ قولي وداعاً خشيةً من تساقط دموعي أمامه .. يجب أن لا يشعرَ بانكساري ، سأواجهَ الحياة بدونه .. سأبنيها من جديدٍ دونَ أن ينتهزَ حاجتي أحد .. كنتُ فرحةً لأجلِ المال و الهناء .. لكني فهمتُ أن المال لا يكفي حينَ تكونُ وحيداً ..
إنكَ لا تستمتع ، و لا يطيبُ لكَ شيئ دونَ الحياة معَ شخصٍ يهتم بك .
وقفتُ عندَ ( كارلوس ) و أمسكتُ بكفه .. قال لي :
- ماذا يريد ؟
- يريدُ دفني من جديد .. لكنني قررتُ الحياةَ معك .
ابتسمَ ( كارلوس ) .. و قال بسعادة :
- إذاً .. لن تمتنعي عن الزواجِ بي !؟
هززتُ رأسي و ابتسامةٌ صغيرة على شفتي .. و قلت :
- لا ..
عانقني بقوةٍ و هو يضحك .. فضحكتُ أنا الأخرى و قد أحسستُ بالإنشراح .
سنمضي معاً ، و سأواري ذاكَ الجزء خلفَ السعادةِ التي أبحث عنها .. و أنا على يقينٍ أني وجدتها معَ الشخص المناسب ..
|
|
|