عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2018, 12:45 PM   #5


الصورة الرمزية أحلام منسية
أحلام منسية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 766
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 04-25-2020 (04:51 AM)
 المشاركات : 149,568 [ + ]
 التقييم :  588940
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي




(5)
و أمّا ثناء العلماء جيلا بعد جيل على الإمام
البخارى فلا سبيل إلى حصره فى كتاب واحد
و نكتفى بعرض بعض ما قالوه عنه. فقد
قال أحد شيوخه-محمد بن سلام
كلما دخل علي هذا الصبي-البخارى
تحيّرت،وألتبس عليّ أمر الحديث وغيره
ولا أزال خائفا ما لم يخرج و هذا دليل
على عبقرية التلميذ،و رسوخه فى العلم
إلى درجة أن أستاذه يخشى أن يقع منه
خطأ فى حضوره و ذكر عمر بن مجاهد
أنه كان عند محمد بن سلام فقال له
بعد انصراف البخارى لو جئت قبل
ذلك لرأيت صبيًا يحفظ سبعين ألف
حديث فخرجت في طلبه حتى لحقته
و سألته:أنت الذي يقول
إنى أحفظ سبعين ألف حديث ؟
فأجاب البخارى:"نعم،وأكثر
ولا أحدّثك بحديث عن الصحابة
والتابعين إلا عرّفتك مولد
أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي
حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين
إلا و لي من ذلك أصل أحفظه حفظًا
عن كتاب الله،وسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم"
و قال أبو إسحاق السرماري:من أراد
أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه
فلينظر إلى محمد بن إسماعيل البخارى
وقال يحيى بن جعفر:لو قدرت أن أزيد
في عمر محمد بن إسماعيل-البخارى
من عمري لفعلت،فإن موتي يكون موت
رجل واحد،و موته ذهاب العلم
و سُئل قتيبة عن طلاق السكران فقال
للسائل:هذا أحمد بن حنبل وابن المديني
وابن راهويه قد ساقهم الله إليك، وأشار
إلى البخارى-يقصد أن علم البخارى
و فقهه يُساوى علم الثلاثة معًا-وكان
مذهبه أنه إذا كان السكران مغلوب العقل
لا يذكر ما يحدث في سكره - فإنه لا يجوز
عليه من أمره شيء و كان أهل المعرفة
بنيسابور يرون أن البخارى أفقه
من أستاذه إسحاق بن راهويه
وقال عبدان:ما رأيت بعيني شابًا أبصر
من هذاوأشار بيده إلى محمد بن إسماعيل
البخارى وقال نعيم بن حماد أحد فحول
العلماءمحمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة
و قال مُسدد: يا أهل خراسان،لا تختاروا
على محمد بن إسماعيل أحدًا"
و لثقة الشيخ عبد الله بن يوسف
فى تبحّر تلميذه البخاري،طلب منه مراجعة
كتبه،و أن يُخبره بما فيها من سهو أو خطأ
ففعل رضى الله عنهم . و علم على بن المدينى
المُحدّث الكبير- بمقولة البخاري:
ما استصغرت
نفسي إلا بين يدي علي بن المديني
فقال علي لمن حوله:دعوا هذافإن محمد
بن إسماعيل-البخارى-لم ير مثل نفسه
أى لا نظير له.و كما نرى فإن كلاهما
قد تواضع لصاحبه و هذا شأن
العلماء العاملين،فإنهم أكثر الناس
أدبًا و تواضعًا.
و بلغ من تقدير عمرو بن علي الفلاس
للبخارى أنه قال:حديث لا يعرفه محمد
بن إسماعيل ليس بحديث"
وقال أبو مصعب الزهري:محمد ب
ن إسماعيل
البخارى أفقه عندنا وأبصر بالحديث
من أحمد بن حنبل،فقيل له :جاوزت الحد
فقال للرجل لو أدركت مالكًا،و نظرت
إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل
لقلت : كلاهما واحد في الفقه
والحديث بل قال عنه أستاذه إسحاق
بن راهويه: اكتبوا عن هذا الشاب
يعني البخاري
فلو كان في زمن الحسن-البصرى لاحتاج
إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه
و قال علي بن حجر:أخرجت خراسان
ثلاثة
أبو زرعة،ومحمد بن إسماعيل،وعبد الله
بن عبد الرحمن الدارمي،و محمد-البخارى
عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم
و لا أعلم مثله
وكذلك قال أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد
بن عبد الله بن نمير:"ما رأينا مثل محمد
بن إسماعيل البخارى"
و تكفى شهادة الإمام العظيم أحمد
بن حنبل للبخارى،فقد روى ابنه عنه
أنه قال:ما أخرجت خراسان مثل محمد
بن إسماعيل و قال الإمام أحمد أيضا
انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان
بآسيا الوسطى-أبو زرعة الرازي و محمد
بن إسماعيل البخاري وعبد الله بن عبد
الرحمن السمرقندي الدارمى والحسن
بن شجاع البلخي وكذلك شهد له
الإمام بندار بن بشار
بقوله
ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل
سيد الفقهاء و قال مرجى بن رجاء
البخاري آية من آيات الله تمشي على الأرض
وأثنى الحسين بن حريث على البخاري
قائلًا لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم
يُخْلَق إلا للحديث"
و حكى أبو سهل الشافعي أنه دخل
البصرة والشام والحجاز والكوفة و رأى
علماءها و سمعهم،كلما جرى ذكر محمد
بن إسماعيل فَضّلُوه على أنفسهم و شهد
قتيبة بن سعيد أن:"شباب خراسان أربعة
محمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد
الرحمن- الدارمي-و زكريا بن يحيى
اللؤلؤي والحسن بن شجاع"
وقال الإمام يعقوب بن إبراهيم الدورقي
محمد بن إسماعيل البخارى فقيه هذه الأمة
وقال أبو جعفر المسندي:حفاظ زماننا ثلاثة
محمد بن إسماعيل البخارى،و حاشد
بن إسماعيل،و يحيى بن سهل
و وصفه الإمام الذهبى بقوله هو الإمام
الحُجّة العلم الناقد المجتهد شيخ الإسلام
قدوة الحفّاظ أبو عبد الله محمد بن
اسماعيل البخاري،المُصنِّف للصحيح
الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه
وأيامه والتاريخ الكبير وكتاب الأدب المفرد
وغير ذلك
من التّواليف المهذّبة التي لم يُسبق
إليها..وأما الصحيح،فهو أعلى ما وقع
لنا من الكتب الستة في أول ما سمعت
الحديثولو رحل الرجلُ من مسيرة
سنة لسماعِهِ لما فرّط
و هو أعلى الكتب الستة سنداً إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في شيء كثير
من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله
أسنُّ الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار
قدامى المُحدّثين
وأخذ عن جماعةٍ يروي الأئمة الخمسة
عنهم،و جزاهُ الله عن الإسلام خيرا,نِعْمَ
ما ادَّخر لمَعادِه انتهى.و وصفه الإمام
ابن كثير قائلا:"الحافظ إمام أهل الحديث
في زمانه،والمقتدى به في أوانه،والمقدم
على سائر أضرابه وأقرانه و كتابه الصحيح
يستقى بقراءته الغمام،وأجمع العلماء
على قبوله و صحة ما فيه،وكذلك سائر
أهل الإسلام وقد كان البخاري رحمه الله
في غاية الحياء، والشجاعة
والسخاء،والورع والزهد في الدنيا
دار الفناء،والرغبة في الآخرة دار البقاء


 
 توقيع :





رد مع اقتباس