#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
بلاد الشام لا تبك
هُنا في الشامِ أبكَتني لحودٌ لستُ أُحصِيهَا لحودٌ؟ لا، فقدْ زلَّتْ يراعُ الشعرِ. ما فيها لحودٌ، بل هُنا الأجسا دُ أَعيتْ مَنْ يُوارِيها دماءُ الطُّهر كَمْ نزَفتْ بصَمتٍ في ضَواحِيها هُنا الجلاَّدُ يَجلدُها بِلا قَلبٍ.. فيَبْكِيها هُنا الأَصواتُ قد خُنِقَت وقَد غُلَّتْ أَيادِيها هُنا الأَشلاءُ تَسحقُها قُوى الطَّاغوتِ، تُفْنيها هنا الأَرواحُ في شُغْلٍ عنِ الأجسادِ يُلهِيها رَصاصٌ عُدَّ في بَلدٍ سَليلُ الحقدِ حادِيها فما طابَت لها نِعَمٌ ولا جفَّت مَآقِيها تَبِيتُ اليومَ في هَلَعٍ فلا أَمنٌ يُسلِّيها ولا أُنسٌ, ولا صُوَرٌ ولا شِعرٌ فيَرثِيها دماءُ أحبَّتي سُفِكَت وسالتْ في سَواقيها رياضُ الشامِ ما عادَت كما كانتْ رَوابيها كما الزَّيتونُ منتفخاً وعِطرُ الزَّهرِ يُثرِيها وصَوتُ الطَّيرِ مُبتهِجاً على الأَغصانِ شاديها فأَين الياسمينُ على سُطوحِ الدَّار يُشْذِيها؟ وأينَ نداءُ مئذَنةٍ تتوقُ إلى مُصلِّيها؟ وأصواتٌ ببابِ السُّو قِ تُطربُ مَن يُدانيها ورائحةٌ بعطرِ الهالِ تَسبَحُ في نَواديها وليلٌ مُقمرٌ يَحكي صُروحَ المَجدِ حاكيها لماذا اليومَ لَم أسمَعْ سِوى الآهاتِ تَسقيها كؤوسُ الموتِ مترعةً ونارُ القصفِ تكويها؟ فكَم من منزلٍ خَرِبٍ كما الأطلالِ نَبكيها! هُنا جدَثٌ.. هنا رأسٌ هنا رُوحٌ أُناجيها هنا الأَوجاعُ قد فتَقتْ جُروحاً.. مَن يُداويها؟ فأين اليومَ يا وَطني صلاحُ الدِّينِ يَحميها؟ أما عادَت لنا شِيمٌ يُعيدُ المجدَ ماضيها؟ ألا تبًّا لمَن قالوا: دَعوا الأيَّام تُنسِيها سيأتي فَجرُها يوماً وإنْ طالَت لَيالِيها ونَرفعُ رايةَ الإيما نِ تَزهُو في رَوابيها. الشاعر سالم احمد الناصر
|
11-12-2016, 04:25 PM | #2 | |
|
مساء الورد
جميل جداً .. شكراً ع النقل و نسأل الله الفرج و النصر القريب وردي و ودي قطرة ندى |
|
|
11-12-2016, 11:37 PM | #3 |
|
|
|
|
|