#1
|
||||||||||
|
||||||||||
وصف الجنة ..
مساء عبق بذكر الله
الجنة هي الهدف الأسمى لكل مؤمن، فإليها اشتاقت نفوس الأوائل، وإليها يكون النظر، والشيخ -حفظه الله- ذكر في هذا الدرس أوصافاً لأهل الجنة، ولثمارها، وأنهارها، وحدائقها، ولنسائها، كما أنه ذكر قصة عبد الله بن عمرو الأنصاري، الذي كلم الله كفاحاً. نبدأ بوصف الجنة من الكتاب والسنة، نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم من رواد الجنة؛ في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، هي دار الصالحين. الجنة ذهبت المهج من أجلها، وهي سوق الله عز وجل وداره التي بناها تبارك وتعالى: فاعمل لدارٍ غداً رضوان خازنها*****والجار أحمد والرحمن بانيها قصورها ذهبٌ والمسك طينتها*****والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها في صحيح البخاري أن الرسول عليه الصلاة والسلام، قال: (دخلت البارحة الجنة فسمعتُ دف نعليك يا بلال! فماذا كنت تفعل؟ قال: يا رسول الله! ما توضأت في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار، إلا صليتُ بعد هذا الوضوء ركعتين) فهنيئاً لـبلال بن رباح العبد المولى، ولكنه سيدٌ من السادات بالإيمان، هو صاحب (أحدٌ أحد) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأيتُ قصراً أبيض في الجنة، فقلتُ: لمن هذا القصر؟ قالوا: لفتىً من قريش -أي: لـعمر بن الخطاب - قلتُ: من؟ قالوا: عمر، فأردت أن أدخله، فتذكرتُ غيرتك يا عمر، فدمعت عينا عمر. وقال: أمنك أغار يا رسول الله؟!) هؤلاء رواد الجنة، وعشرة من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وغيرهم شهد لهم صلى الله عليه وسلم بالجنة. قال ابن تيمية: لأهل العلم من أهل السنة قولان اثنان فيمن يشهد له بالجنة، القول الأول: من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له. والقول الثاني: من استفاضت عدالته وإمامته وصدقه وعبادته وإخلاصه نشهد له بالجنة، لما ورد حديث في الصحيحين: ( إنه مُرَّ على الرسول عليه الصلاة والسلام بجنازتين، فأثني على الأولى بالخير، قال: وجبت، وأثني على الثانية بالشر، قال: وجبت، قالوا: ما وجبت في الأولى يا رسول الله وما وجبت في الثانية؟ قال: الأولى أثنيتم عليها خيراً، فقلت: وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً، فقلتُ: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه) وهذا القول يؤيده ابن تيمية، وبعض السلف: كـأحمد بن حنبل ومالك، وأبي حنيفة والشافعي وأمثالهم، اشتهرت عدالتهم رضي الله عنهم وأرضاهم. أرسل عليه الصلاة والسلام زيد بن حارثة وجعفر الطيار وابن رواحة إلى مؤتة يقاتلون الروم، وحضرت المعركة فقتل الثلاثة، وقام عليه الصلاة والسلام خطيباً في الصحابة، وأخبرهم أن الثلاثة دخلوا الجنة، وفي سرير ابن رواحة ازورار رضي الله عنه وأرضاه. أتت معركة أحد، فتقدم أنس بن النضر فقاتل، فقال له سعد بن معاذ: [[دونك يا أنس! قال: إليك يا سعد! والذي نفسي بيده، إني لأجد ريح الجنة من دون أحد]]. وللجنة ريح، وسوف أستعرضه هذه الليلة مع نعيم أهل الجنة، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، وألا يجعل أكبر مقصودنا وأكبر اهتمامنا هذه الدنيا، وألا يجعل حظنا من النعيم هذه القصور، وهذه الفلل، فوالله لقد مللناها لما سمعنا أخبار الجنة. يقول جعفر الطيار وهو في مؤتة: يا حبذا الجنة واقترابها*****طيبةٌ وباردٌ شرابها والروم رومٌ قد دنا عذابها*****كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها عليّ إن لاقيتها ضِرابها حدائق الجنة و أنهارها : أنهارها.. أهلها.. سلامة صدورهم.. مجالسهم.. لبسهم.. ريح الجنة.. أبوابها.. أول من يدخلها.. صفة دخول أهلها.. أدنى أهلها منزلة.. درجاتها.. خيامها.. شجرها.. طعام أهلها.. نساؤها.. سوقها.. نظرهم إلى ربهم تبارك وتعالى.. مناديل أهل الجنة.. آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وهنا بحثٌ طريف لـابن تيمية: هل يدخل الجن الجنة؟ وجود الجنة الآن وعدم فنائها.. أيها الإخوة الأخيار: إنما نعرض لهذه المسائل علَّ القلوب أن تهاجر إلى الله، وتشتاق إلى رضوانه، وعلَّ النفوس أن تصحو، فوالله ما لبثنا في هذه الدنيا ولا قرارنا إلا قليلاً، وإن الخاسر من شرى الدنيا بالجنة، وباع حظه من الله عز وجل. *حدائق وعيون في الجنة قال ابن القيم في كلامٍ ما معناه: أنزل الله عهداً من السماء أملاه بنفسه، وأتى به جبريل، ونص المبايعة: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111]. قال: فتقدم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام، فقدموا أرواحهم ثمناً للجنة، والسلعة هي الجنة، فتبايعوا في مجلس الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم قاموا من مجلس العقد، فقالوا للرسول صلى الله عليه وسلم: {ماذا تريد منا؟ قال: أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأطفالكم وأموالكم، قالوا: فما لنا إن فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنة، قالوا: ربح البيع! والله لا نقيل ولا نستقيل}. ثم قاموا من مجلس العقد، قال ابن القيم: والبيعان بالخيار مالم يتفرقا، فإذا تفرقا فقد وجب البيع. أما الجنة فهي حدائق وعيون، وأنا أحرص أن تكون الدلائل من الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الحجر:45] قال أهل العلم: جناتٌ: جمع جنة، وهي الحديقة، ويجوز أن تطلق على حدائق الدنيا، فتسمي حدائق الدنيا الجنة، ولله المثل الأعلى، ولجنته مثلٌ أعلى بالنسبة لخلق الدنيا. قال ابن عباس فيما صح عنه: [[ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء]] أي: أن هناك رماناً وريحاناً وثمراً، وهنا رمان وريحان وثمر، لكن لا سواء، فليس إلا الاسم. وأما العيون فقيل: عيونٌ ثابتة صافية الماء راكدة. وقيل: -نسأل الله من فضله- أنهارٌ تجري، وهي تسيح، ولها أصوات، وفيها ما الله به عليم. وحوضه عليه الصلاة والسلام: {طوله كما بين صنعاء وأيلة -طوله شهر، وعرضه شهر- أشدُّ بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وعدد آنيته عدد نجوم السماء }. *أنهار الجنة قال سبحانه: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة:25] ولأهل العلم معانٍ في هذه الآية، قال بعضهم: تجري من تحت الغرف، (غرفٌ مبنية تجري من تحتها الأنهار) وقالوا: تجري من على وجه الأرض، لكن لارتفاعهم على وجه الأرض، كأنها من تحتهم، والله أعلم، وقد يكون المعنيان صحيحين، كأن يقال: هناك أنهار من تحت القصور والغرف، وأنهارٌ تسح على وجه الأرض، ويظن الذي يسكن الدنيا ويَرَى حدائقها وأنهارها أنه لا يوجد نعيم كهذا النعيم، وهؤلاء الذين رضوا بالحياة الدنيا: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ [الزخرف:33-35] وقال سبحانه: تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [البقرة:25]. وهذا يؤيد المعنى الأول: أنها من تحت الغرف ومن تحت القصور، لكن بالإمكان الشرب منها، والجلوس حولها، وهي تسح على وجه الجنة على المعنى الآخر سحاً. ما هي هذه الأنهار؟ لقد ذكرها الله عز وجل في سورة محمد عليه الصلاة والسلام، قال سبحانه: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً [محمد:15] وهذا لكل مؤمن، لأنه لم يعد الله بالجنة إلا المؤمنين، وهذه قاعدة ابن تيمية، لأن المسلم قد يكون مرتكباً للكبائر، وصاحب الكبائر لم يوعد بالجنة، ومعتقد أهل السنة أن صاحب الكبيرة يخاف عليه، وهو لا يخلد في النار، وقد يعذب، وقد تدركه رحمة الله، وهو فاسقٌ بكبيرته، ناقص الإيمان، لا يخرج من الإسلام -كما أخرجته الخوارج- إلا أن يستحل الكبيرة، هذا معتقد أهل السنة والجماعة. قال سبحانه: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ [محمد:15]. والآسن: المتغير؛ فماء الجنة لا يتغير -نسأل الله من فضله- مهما بقي في مكانه فهو عذبٌ صافٍ طيبٌ تشتهيه الأنفس!! وقال وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ [محمد:15] أي: لم يدخله حموضة عند بعض المفسرين، ولا يدخله عفن، ولا رائحةٌ منتنة، بل هو عذبٌ طيبٌ سائغ الشراب. وقال: لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ. أي: لا تتعطل عقولهم، ولا تذهب كخمر الدنيا. وهذا الفرق بين هذه الخمر وهذه، وخمر الدنيا؛ لأن فخمر الدنيا: {من شربها ولم يتب منها كان على الله عهداً أن يسقيه من ردغة الخبال، قالوا: وما ردغة الخبال يا رسول الله؟ قال: عصارة أهل النار} قيل: قيحهم وصديدهم ودماؤهم والعياذ بالله. أبواب الجنة : قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه عند البخاري ومسلم، عن عبادة: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، والجنة حقٌ، والنار حقٌ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) وفي اللفظ الآخر: (من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء) متفق عليه، وعند البخاري في كتاب الجهاد، قال عليه الصلاة والسلام: (إن للجنة أبواباً ثمانية، فمن كان من أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الريان ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، قال أبو بكر: هل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب الثمانية يا رسول الله؟ فتبسم عليه الصلاة والسلام وقال: نعم، وأرجو أن تكون منهم ما سألت إلا وفي قلبك شيء) (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [النمل:88] ضعيف نحيف لكن كما قال عنه ابن القيم: من لي بمثل سيرك المدلل*****تمشي رويداً وتجي في الأول يقول: أنت دائماً في الأول، أنت أول الذاكرين وأول المجاهدين، وأول الصادقين، وأول الدعاة، أعطيت الإسلام دمك ودموعك وعرقك ومالك ووقتك، فلماذا لا تأتي الأول؟ *المسافة بين مصراعين من مصاريع الجنة لكن -يا إخوتي في الله- كم بين المصراعين؟ كيلو أو ميل أو ثلاثة ميل، أو عشرة أميال؟ لا. صح عنه صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم، من حديث عتبة بن غزوان، أنه قال: {ما بين المصراعين من مصاريع الجنة، مسيرة أربعين سنة -لا إله إلا الله! أي: أن بين طرف الباب والباب مسيرة أربعين سنة- ثم يتبسم عتبة بن غزوان، ويقول: وإنه ليأتي عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحام}. فنسأل الله أن نكون ممن يزاحم في ذاك الباب! فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران:185] ما بين المصراع والمصراع أربعون سنة، والأبواب أربعون سنة، والأبواب ثمانية ويأتي على كل باب منها يوم وهو كظيظ من الزحام، والله إنا نطمع في فضل الله، ورجاؤنا في الله أن يجعلنا من الداخلين المزاحمين، وإلا فليس عندنا عمل، ما سفكنا دماؤنا ولا بذلنا أموالنا، ولا أذهبنا أعمارنا في طاعة الله، إنما نحن مقصرون، وكما قال الأول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم*****وبقيت في خلف كجلد الأجربِ ونحن من ذاك [[قال رجلٌ لـالحسن البصري: سبقنا القوم على خيل دهم ونحن على حمر معقرة. فقال: إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم]] يا تقياً والتقى جلبابه وذكياً حسنت آدابه قم وصاحب من هم أصحابه لا تقل قد ذهبت أربابه*****كل من سار على الدرب وصل *الوضوء سبب في افتتاح الأبواب الثمانية صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية}. فقل لـبلال العزم إن كنتَ صادقاً*****أرحنا بها إن كنت حقاً مصلياً توضأ بماء التوبة اليوم مخلصاً*****به ترق أبواب الجنان الثمانيا قال عقبة بن عامر: {روحتُ إبلي -كان يرعى إبلاً، وهكذا كان الصحابة يرعون الإبل، لكن قلوبهم تهفو إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض- قال: فروحتُ إبلي، فتأخرت فيها وأتيتُ والرسول عليه الصلاة والسلام يحدث الناس، وقد مضى في الحديث، قال: فسمعته يقول: من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياً، كان حقاً على الله أن يرضيه. قلتُ -وعمر بجانبي-: ما أحسن هذا! قال عمر وقد التفت إليَّ: التي قبلها أحسن منها!! قال: فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من الحديث التفت إلي عمر وقال: أما كنت معنا منذُ اليوم؟ قلتُ: لا. أدركتكم في آخر الكلام، قال: فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، فتحت له أبواب الجنة الثمانية} وهذا اللفظ عند البخاري، وجاء عند الترمذي بسندٍ حسن بزيادة قوله: {اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين}. درجات الجنة : يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه، عند البخاري ومسلم: (إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق والمغرب، لتفاضل ما بينهم) متفقٌ عليه، والغرف: عند بعض أهل العلم، أنها تجري في السماء، الآن يقول: اكتشف -وهي معروفة لديكم من عشر سنوات- فنادق تدور في الأربع والعشرين ساعة على الساحل، وفنادق تسير على البحر؛ أما القصور في الجنة فهي تمر مر السحاب، قصور كالقرى الكاملة أو كالمدن تمر في سماء الجنة لأن للإنسان كملك أقلهم كعشرة أمثال الدنيا، فقصوره تمر في السماء وهو ساكنٌ فيها، فأهل الغرف ينظر إليهم الذين في ربض الجنة كما يتراءون الكوكب الدري الغابر -البعيد في السماء- لتفاضل ما بينهم، في الجنة مائة منزلة -مائة درجة- كما في حديث أبي سعيد في البخاري (بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله) ولذلك أهل الجنة ثلاثة: سابقٌ بالخيرات، ومقتصد، وقد يدخل المسلم الظالم لنفسه برحمة الله لحديث: (أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) فيبقى في ربض الجنة. لكن هل ترضى همتك أن تكون في ربض الجنة؟ أتعد من يصلي الخمس فقط بمن يصلي الخمس ويقوم الليل ويتنفل، ويتدبر القرآن، ويجاهد نفسه على طاعة الله ويبذل ماله ويصدق مع الله؟ لا سواء؛ كما قال تعالى: هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [آل عمران:163]. يتبع ... مما قرأت منى
|
05-15-2017, 03:24 PM | #4 |
|
|
|
05-15-2017, 03:25 PM | #5 |
|
|
|
|
|