#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
الحية والعصفور
قصة وعبرة
بين الأحراش الوحشية في غابات أمريكا الجنوبية يعيش صيادو الوحوش طوال مواسم الصيد.. حيث تمتلئ حياتهم بالمغامرات المثيرة. وقد روى أحدهم القصة التالية.. فقال: بعد جولة نهارية مرهقة بين الأحراش.. جلست على جذع شجرة لأستريح.. وفيما أنا جالس.. شدت انتباهي صرخات عصفورة صغيرة.. كانت ترف على عشها في جزع شديد، وقد بدى واضحاً أنها تواجه موقفاً عصيباً! واقتربت من مصدر الصوت في أعلى الشجرة المجاورة.. فتبين لي سر انزعاجها.. فقد كانت هناك حية كبيرة تزحف صاعدة فوق الشجرة.. وعيناها شاخصتان إلى العش حيث يرقد أفراخ العصفورة الأم.. وبينما كانت الأم تصرخ جزعاً وخوفاً على عيالها.. رأيت العصفور الأب يطير بعيداً.. ويجول في الهواء وكأنه يبحث عن شيء ما.. وبعد لحظات عاد وهو يحمل في منقاره غصناً صغيراً مُغطى بالورق.. ثم اقترب من العش حيث كانت العصفورة تحتضن صغارها.. فوضع الغصن الصغير فوقهم، وغطاهم بأوراقه العريضة.. ثم وقف فوق غصن قريب يراقب الموقف.. وينتظر وصول العدو! وقلت لنفسي: كم هو ساذج هذا العصفور.. أيحسب أن الحية الماكرة سوف تُخدع بهذه الحيلة البسيطة؟! ومرت لحظات من التوتر قبل أن تصل الحية إلى الموقع.. والتفت حول غصن قريب.. وعندما اقتربت من العش رفعت رأسها الكبير استعداداً لاقتحامه. كان واضحاً أن كل شيء قد انتهى تماماً.. غير أن ما حدث بعد ذلك كان مثيراً جداً.. ففي اللحظة التي همت الحية باقتحام العش.. توقفت واستدارت.. ثم تحولت فجأة وأسرعت مبتعدة عن العش وكأنها أصيبت برصاص بندقية!.. وهبطت الحية عائدة إلى حيث أتت.. وقد بدى اضطرابها واضحاً! ولم أفهم ما حدث.. لكني رأيت العصفور الأب يعود إلى العش لترتفع صوصوات العائلة السعيدة فرحاً بالنجاة.. ويزيح الغصن من فوق الأفراخ فيسقطه إلى الأرض.. فالتقطت الغصن واحتفظت به حتى التقيت بأحد خبراء الحياة البيولوجية في الأحراش اللاتينية.. فقال لي أن هذه الأوراق تحتوي على مادة شديدة السمية قاتلة للحيات.. حتى أنها تخاف رؤيتها.. وترتعب من رائحتها.. وتهرب من ملامستها! وتعجبت من تلك القوانين المنضبطة التي تحكم الحياة بدقائقها المثيرة.. فتساند الضعيف.. وتتصدى للقوي.. وتمنح العصفور الصغير علماً ومعرفة وحكمة وشجاعة وحباً وأبوة كهذه! عزيزي الانسان ..... لقد وضع الله تخطيطاً محكماً لجميع مفردات الحياة.. صغيرها وكبيرها. فلا تقلق علي حياتك ولا علي رزقك واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك... رفعت الأقلام وجفت الصحف سبحانك ربي ما اعظمك.
آخر تعديل شواهيق يوم
07-18-2017 في 10:36 PM.
|
07-18-2017, 03:04 PM | #2 | |
|
جزاك الله خير
و بارك الله جهودك مشرفتنا استمري لك : التقييم و الختم و التنبيهات و النجوم الخمس |
|
|
07-18-2017, 03:14 PM | #3 | |
|
سبحانك ربي ما اعظم
قصة جميلة للغاية ..عظة كبيرة سلمتِ يا جميلة والله يعطيك العافية |
|
|
07-18-2017, 03:30 PM | #4 | |
|
سبحان الله
قصة جميلة جداً .. حكمة وعبرة قيمة انتقاء مميز اوص .. يعطيكِ العافية ي جميلة لكِ ... |
|
|
07-18-2017, 03:48 PM | #5 | |
|
-
إنتقاء رائع سبحان الله .. تدعو للتفكر و التدبر في عظيم خلق الله عافاك الله و سلمك هناك تصويب بسيط جزع الشجرة الأصح جذع الشجرة لأن الجزع لغة معناه الفعل : - شَعر باضطراب أو قلق أو ضيق - قَطَع |
|
|
07-18-2017, 07:15 PM | #6 | |
|
قصة رااائعة
بينت لها عظمة الخالق سبحانه وتعالى مشكورة عليه |
|
|
07-18-2017, 10:35 PM | #7 | |
|
سبحان الله ربي تسلم الاكف لجمال القصه
اعجبتني ولله الحمد اوص طبتي بخير لك !! |
|
|
07-19-2017, 06:36 AM | #8 | |
|
سبحان الله
مااعظمك ياذاالجلال التفكرفي كل ماحولنا وانه لم يخلق عبث نعمه وعبادة سلمت الأيادي ودام عطَائكـ بإنتظار جديدكـ المميز أكاليِل الشكرلروحك |
|
|
07-19-2017, 09:50 AM | #9 | |
|
لك الشكر والامتنان
وبارك الله فيك طرح رائع وعافاك الله |
|
|
|
|