الإستعداد الروحي لشهر الغذاء الروحي

ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﻰ ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﻰ

ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ , ﻭﺑﻠﻎ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ,ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ , ﻓﺎﻃﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻃﺎﻉ
ﻭﻋﺼﻰ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ , ﻭﺿﻞ ﻣﻦ ﺿﻞ , ﻭﺍﻫﺘﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ , ﻭﺛﺒﺖ ﺍﻗﻮﺍﻡ
ﻭﺍﻧﺤﺮﻑ ﺁﺧﺮﻭﻥ . ﻭﻋﺒﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻭﻟﻜﻦ00 ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺪ
ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ , ﻓﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﺛﻦ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ0
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺫﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺷﻜﻼً ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ 0 ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻃﺒﻘﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ,
ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺪﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﺻﺤﺎﺑﻪ
ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﻳﻄﺒﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ
ﻧﻨﻘﺼﺎﻥ0
ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ : ‏) ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ , ﻭﺍﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ , ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ ‏( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﺎﺭﺗﻘﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺨﻤﺲ ,
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻄﻮﻉ ﺍﻭ ﻣﻴﻞ , ﺃﻭ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﺍﻭ
ﺍﺟﺘﻬﺪ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ 0
ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ
ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ 0
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻟﺼﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ 00 ‏) ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻲ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺟﺰﻱ ﺑﻪ ‏(0
ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻮﻕ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻭﻣﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ , ﺇﻧﻬﺎ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻤﻦ ﺻﺎﻡ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎً 00 ﻭﺗﺮﻙ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻪ
ﺗﻨﻔﻴﺬﺍً ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ 0 ‏) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻛﻤﺎ
ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ‏(
ﻭﻷﻥ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺿﻴﻒ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﺒﺎﺭﻙ , ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ , ﺷﻬﺮ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻳﻐﻔﺮﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ , ﻭﻳﺴﺘﺮ
ﺑﻮﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ , ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ , ﻓﻬﻮ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻴﻪ ﺗﻬﻴﺄ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ،
ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺳﻂ، ﻭﺗﺤﺮﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ،
ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺧﺘﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺘﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ، ﻭﻋﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﻌﺪﻝ
ﺣﺠﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ
ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺆﻛﺪﺍ , ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﺎ , ﺩﻗﻬﺎ
ﻭﺟﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺴﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ
0 ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺤﻘﻪ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ , ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ‏)00 ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ‏( 0
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً
ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﻜﺎﻧﺖ
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺿﻴﻮﻓﻬﻢ
ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ ﺑﺘﺠﻤﻴﻞ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﻢ ﻭﺑﻴﻮﺗﻬﻢ
ﻓﺈﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻪ ﺑﺘﺠﻤﻴﻞ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ
ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺟﻮﺍﺭﺣﻨﺎ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻧﻠﻘﺎﻩ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺧﺎﺷﻌﺔ ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ
ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻤﺜﻠﻬﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻮﺍﺓ ﻏﺮﺳﺘﻬﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﺛﻤﺮﺕ
ﻓﺄﻛﻠﺖ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻧﻮﺍﻫﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺃﺛﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺟﻨﻴﺖ
ﺛﻤﺮﺓ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻧﻮﺍﻩ
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻣﻦ
ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ
ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻳﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻌﺒﺪ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ ﺍﻟﻴﻪ
ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺘﺤﺒﺐ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻧﻌﺎﻣﻪ ﻭﻳﺘﻮﺩﺩ ﺍﻟﻴﻪ
ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﺣﺴﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻪ .
ﻛﻔﻰ ﺑﻚ ﻋﺰﺍ ﺍﻧﻚ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ ... ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻚ ﻓﺨﺮﺍ ﺍﻧﻪ ﻟﻚ ﺭﺏ" ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺟﻨﺒﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﻃﺎﻋﺘﻪ


ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﻰ ﻭﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻔﻰ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ , ﻭﺑﻠﻎ
ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻷﻭﺍﻣﺮ ,ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ , ﻓﺎﻃﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻃﺎﻉ
ﻭﻋﺼﻰ ﻣﻦ ﻋﺼﻰ , ﻭﺿﻞ ﻣﻦ ﺿﻞ , ﻭﺍﻫﺘﺪﻯ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ , ﻭﺛﺒﺖ ﺍﻗﻮﺍﻡ

ﻭﺍﻧﺤﺮﻑ ﺁﺧﺮﻭﻥ . ﻭﻋﺒﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻭﻟﻜﻦ00 ﻟﻢ ﻳﻌﺒﺪ
ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ , ﻓﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ , ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺒﺪ ﻭﺛﻦ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻭ ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ

ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ0
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺫﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺷﻜﻼً ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ
ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ 0 ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻓﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ , ﻭﻃﺒﻘﻪ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ,

ﻭﺍﺳﺘﺒﻌﺪﻭﺍ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻣﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ , ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺍﺻﺤﺎﺑﻪ
ﺑﺄﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﻳﻄﺒﻘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﻭ
ﻧﻨﻘﺼﺎﻥ0
ﻭﺑﻨﻰ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺲ : ‏) ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ , ﻭﺍﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ , ﻭﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺣﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ ‏( ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﺎﺭﺗﻘﻰ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺨﻤﺲ ,
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﻄﻮﻉ ﺍﻭ ﻣﻴﻞ , ﺃﻭ ﺗﻘﺮﺑﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺍﺭﺗﻀﻰ ﺍﻭ

ﺍﺟﺘﻬﺪ , ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪﺓ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻋﺬﺭ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ 0
ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺼﺎﺋﻢ
ﺛﻮﺍﺑﻪ ﻋﻨﺪﻩ 0
ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﻟﺼﺎﺋﻢ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺧﺒﺄﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ 00 ‏) ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻲ ﻭﺍﻧﺎ ﺍﺟﺰﻱ ﺑﻪ ‏(0
ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻓﻮﻕ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻮﺍﺱ ﻭﻣﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ , ﺇﻧﻬﺎ ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻟﻤﻦ ﺻﺎﻡ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎً 00 ﻭﺗﺮﻙ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻪ
ﺗﻨﻔﻴﺬﺍً ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ 0 ‏) ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻛﻤﺎ
ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ‏(
ﻭﻷﻥ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺿﻴﻒ ﻋﺰﻳﺰ ﻣﺒﺎﺭﻙ , ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ , ﺷﻬﺮ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻳﻐﻔﺮﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ , ﻭﻳﺴﺘﺮ


ﺑﻮﺻﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ , ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ , ﻓﻬﻮ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ
ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻓﻴﻪ ﺗﻬﻴﺄ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ
ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ، ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ،
ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺘﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﻭﺍﺳﻂ، ﻭﺗﺤﺮﻱ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ،
ﻭﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺧﺘﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺧﺘﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺒﺎﻛﻲ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ، ﻭﻋﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺗﻌﺪﻝ
ﺣﺠﺔ، ﻭﺍﻟﺼﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﻭﺍﻻﻋﺘﻜﺎﻑ
ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﺆﻛﺪﺍ , ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﺎ , ﺩﻗﻬﺎ
ﻭﺟﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺴﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻭﻋﻔﻮﻩ
0 ﻭﺑﻠﻮﻍ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺤﻘﻪ ﺑﻤﻀﺎﻋﻔﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ , ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﻓﺮﺽ
ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ‏)00 ﻭﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺘﻘﻮﻥ ‏( 0
ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻪ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍً
ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻤﻜﺎﻧﺖ
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺿﻴﻮﻓﻬﻢ
ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﺀ ﺑﺘﺠﻤﻴﻞ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﻢ ﻭﺑﻴﻮﺗﻬﻢ
ﻓﺈﻥ ﻗﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻌﺪ ﻟﻪ ﺑﺘﺠﻤﻴﻞ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻄﻬﻴﺮ
ﺃﺭﻭﺍﺣﻨﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻭﺗﻬﺬﻳﺐ ﺟﻮﺍﺭﺣﻨﺎ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻧﻠﻘﺎﻩ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﺧﺎﺷﻌﺔ ﻭﺃﺑﺪﺍﻥ ﺧﺎﺿﻌﺔ
ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻓﻘﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻟﻄﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻤﺜﻠﻬﺎ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻮﺍﺓ ﻏﺮﺳﺘﻬﺎ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺷﺠﺮﺓ ﺛﻢ ﺃﺛﻤﺮﺕ
ﻓﺄﻛﻠﺖ ﺛﻤﺮﻫﺎ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻧﻮﺍﻫﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺃﺛﻤﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﺟﻨﻴﺖ
ﺛﻤﺮﺓ ﻭﻏﺮﺳﺖ ﻧﻮﺍﻩ
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻣﻦ
ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ
ﻣﻤﻠﻮﻙ ﻳﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻪ ﻭﻳﺘﻌﺒﺪ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻭﻓﻘﺮﻩ ﺍﻟﻴﻪ
ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺘﺤﺒﺐ ﺍﻟﻰ ﻣﻤﻠﻮﻛﻪ ﺑﺼﻨﻮﻑ ﺍﻧﻌﺎﻣﻪ ﻭﻳﺘﻮﺩﺩ ﺍﻟﻴﻪ
ﺑﺄﻧﻮﺍﻉ ﺍﺣﺴﺎﻧﻪ ﻣﻊ ﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻪ .
ﻛﻔﻰ ﺑﻚ ﻋﺰﺍ ﺍﻧﻚ ﻟﻪ ﻋﺒﺪ ... ﻭﻛﻔﻰ ﺑﻚ ﻓﺨﺮﺍ ﺍﻧﻪ ﻟﻚ ﺭﺏ" ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺟﻨﺒﻦ ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻫﻞ ﻃﺎﻋﺘﻪ

منقول //



دخول بواسطة تطبيق مسلمة

شكرا على المرور