#1
|
||||||||||
|
||||||||||
ابتسم
مساؤكم بسمة و فرح
ابتسم - عائض القرني الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان، وله قوة عجيبة في فرح الروح، وجذل القلب، حتى قال أبو الدرداء رضي الله عنه: [[ إني لأضحك حتى يكون إجماماً لقلبي ]]. وكان أكرم الناس صلى الله عليه وسلم يضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه، وهذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودوائها. والضحك ذروة الانشراح وقمة الراحة ونهاية الانبساط. ولكنه ضحك بلا إسراف: { لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب }. ولكنه التوسط: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة }. (( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا ))[النمل:19]. وليس ضحك الاستهزاء والسخرية: (( فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ ))[الزخرف:47]. ومن نعيم أهل الجنة الضحك: (( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ))[المطففين:34]. وكانت العرب تمدح ضحوك السن، وتجعله دليلاً على سعة النفس وجودة الكف، وسخاوة الطبع، وكرم السجايا، ونداوة الخاطر: << ضحوك السن يطرب للعطايا ويفرح إن تعرض بالسؤال >> وقال زهير في هرم : << تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله >> والحقيقة أن الإسلام بني على الوسطية والاعتدال في العقائد والعبادات والأخلاق والسلوك، فلا عبوس مخيف قاتم، ولا قهقهة مستمرة عابثة، لكنه جد وقور، وخفة روح واثقة. يقول أبو تمام : << نفسي فداء أبي علي إنه صبح المؤمل كوكب المتأمل >> << فكه يجم الجد أحياناً وقد ينضو ويهزل عيش من لم يهزل >> إن انقباض الوجه والعبوس علامة على تذمر النفس، وغليان الخاطر، وتعكر المزاج: (( ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ))[المدثر:22]. << وجوههم من سواد الكبر عابسة كأنما أوردوا غصباً إلى النار >> << ليسوا كقوم إذا لاقيتهم عرضاً مثل النجوم التي يسري بها الساري>> من مفكرتي منى
|
|
|