‏نفحاتٌ من بخار الذكريات طيفٌ وعبق

تحت شرفة السماء في محطة العبور هطلت الأشواق
ونفحاته قد أتت بعطرك فاغتسلتُ بحبات المطر ،
وعلى ساحات المحطة قطاراتٌ أضناها الرحيل
كل الأحلام باتت رماداً والأماني ذابت كالجليد
رحل الجميع ولم يبقى سوايَ من يملئ تلك الأمكنة الفارغة على الكراسي والأرصفة ، إرتعشتُ من صوت الظلام وهمست لنفسي في تعجبْ وكبرياءٍ يسلبه الخوف
ياترى من أنتظر من سيأتي من خلف السنين
وعلى خاصرتي خريفٌ وذكريات ..
وبيتٌ قديم حيطانه من الطين والورق
يمر الغروب خلف جدرانه دون وداع
خاطفاً معه قبلة الفرح ... والشرايين هاوية الجسد
تفتق صمتي بضوضاء الأفنيه لأستطعم خشوعي
في احتراق الأزمنةِ وأناديك بصوتٍ مبحوح شوقه مهترأ
أنادي في متاهات الضياع وأزفر أنفاسي اليتيمة
على صدر الورق ، نسيت كل شيءٍ حولي حتى نفسي
ورتلت حروفي على منبر الروح اين أنت وأين أنا والغياب
قد فصل بيننا وقتل كل رغبتي في الحياة
عدتُ بأنظاري اليائسة إلى الوراء الى الساحات المظلمة
وإذ برائحتك تفوح من ثقوب الرواشين خلف عتمت الأبنية ، وضوءٌ خافت لشمعةٍ ذائبة يرسم لك ظلاً طويلاً يمتد للفضاء ،هناك بقيتُ شاردةً وزفراتي كانت جدُّ موجعه فنسيت نفسي في زنزانة الوقت وألقيت بقلبي في نعوش الذكريات ، رحلت بعد إنتظارٍ طويل وأدركت أني ركضتُ خلف السراب والوجوه والأقنعة وختمتُ مشهدي الأخير في محطة العذابات بقبلةٍ مشبعه بالحنين سقطت من شفاهي على الأرضِ متكسرة ...

عشقك خفوقي ,مَرجانة ,بوسيدون ,رهوووفه ,أحلام منسية ,عاشق الذكريات معجبون بهذا