حدّقت في الشمس حتى غربت

جلست أمام النافذة في زاوية منعزلةٍ من المقهى
وفي يدي قلمٌ ورزمة أوراق وشوقٌ ثائر
وددت أن أكتب أشياء تجول في نفسي
وكنت مفعمة بالثقة أنني سأنتهي من كتابة ما أريد في بضع دقائق ،
ولكنني كنت مخطئة تماماً إذ أخذت وقتاً طويلاً وأنا جالسةٌ على الكرسي
أفرغ فناجين القهوة واحدةً تلوا الأخرى وأتأفف من ازدحام خيالاتي وضجيج المكان
فجلست طيلة النهار أحدّق في الشمس وأقلّب الأوراق وأبعثر الحروف في مخيلتي ،
كي أستشعر النصوص التي سأكتبها على تلك السطور
وفي نهاية الأمر إسترخت أفكاري وشردت بي ذاكرتي إلى البعيد نحو الماضي والأيام الراحلة التي شكلت مخاوفاً عندي إذ ربطتُ نفسي بقيودٍ وهمية وجعلتها تتغلب عليّ كل الوقت ، وكأني سجينةٌ خلف قضبان الأمس ولا أريد التحرر منها ، سحقاً لذلك الأمس الذي كبلني بقيوده
وجعلني ضعيفةً لا أقوى على شيء سوى التأمل في الظلال متجاهلةً بريق الأشياء حولي ، ألملم أحزاني من شرفة الأيام وأبكي جنين قلبي الذي أجهضته قبل أن يكتمل مما جعلني أنطوي بعمقٍ إلى نفسي كالبؤساء وأطلق حزني أسراباً على العالمين ،
يا تلك المدينة التي أدخلت على قلبي الفرح ومهّدت لي موعداً مع الحب في سكينةٍ وسلام دعيني أقابل الحياة براحبةٍ أكبر وأصارع إنهزامي بقوة
وأجدد بناء حصوني ضد اليأس وأبتر من عروقي
قسوتي على نفسي كي تمر الأعوام مرور الكرام
وأنا أمتطي أمواج السعادة فرِحةً
وأطلب من الله كل شيء لأستمتع بحياتي
التي سأعيشها مرةً واحدةً فقط ..!!

أطياف الفرح ,منى ,شامخ بطبعي ,عاشق الذكريات ,واثـــ الخطوة ـــــق معجبون بهذا