جديد المواضيع
|
مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
الشقيقات الست.. "ملهماتٌ" يواجهنَ شبح البطالة بشركتهنّ الخاصة
الشقيقات الست.. "ملهماتٌ" يواجهنَ شبح البطالة بشركتهنّ الخاصة غزة-هدى الدلو حملنَ شهاداتهنّ الجامعية وتحدَّينَ شبح البطالة، فلم تكن يومًا في طريقهنّ عثرة تعيق تقدّمهنّ، ليضعنَ علامة فارقة يبحر شراعها في بحر الإبداع، " "Flowers 6علامة تجارية نقشتها ست شقيقات اختلفت تخصصاتهنّ الجامعية، وجمعتهنّ هواية التطريز الفلاحي، يعبّرن من خلاله عن أنفسهنّ، ويدعمنَ به قضيتهنّ الفلسطينية. من بيت بسيط في حي التفاح شرق غزة، خرجت أشغالهنّ اليدوية تزين البيوت وتحمل الملامح الفلسطينية، حيث اتخذن من التطريز مهنة يواجهن بها البطالة، ذلك الكابوس المرعب الذي يراود الكثير من الخريجين، كما أن أعمالهن لم تقف عند حدود الحصار المفروض على القطاع، بل اخترقت الحدود لتصل للعديد من الدول العربية والأوروبية، ما دفع هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" لاختيارهنّ ضمن قائمة "المائة امرأة الأكثر إلهامًا في العالم لعام 2015". "فلسطين" تسلط الضوء على حكاية الأخوات الست في التقرير التالي. حب التطريز جمعهنّ "الأخوات شعشاعة" حاصلات على شهادات جامعية في تخصصات مختلفة، حيث درست "نور" هندسة الحاسوب، وحصلت "ندرين" على بكالوريوس تصميم داخلي، وتحمل "بدور" شهادة جامعية في الخدمة الاجتماعية، بينما تخصص "بسمة" هو التأهيل المجتمعي، و"آية" درست التحاليل الطبية، أما "هبة" فهي خريجة حقوق. اختلاف التخصصات لم يمنع اجتماعهن في شركة واحدة متخصصة في أعمال التطريز التراثي الفلاحي الفلسطيني بنظرة ورؤية تكنولوجية حديثة ومتكاملة وبألوان عصرية تناسب أذواق الزبائن من كلا الجنسين من داخل فلسطين وخارجها. وتقول بدور شعشاعة لـ"فلسطين": "منذ الصغر أحببت الإبرة والخيط، وكنتُ مولعة بالتطريز الفلاحي، وكذلك شقيقاتي"، مضيفة: "بدأنا العمل على نطاق المنزل فقط، إذ اقتصر عملنا على ما نستخدمه نحن، كتطريز حافظات النقود وصواني التقديم". بعد تخرج الواحدة تلو الأخرى، وجدن أنفسهن بشهادات جامعية دون وظيفة تتوّج تعب سنوات من السهر والتعب والدراسة، فلم ينتظرن تلك الوظيفة التي قد تأتي لتدق بابهن، وقد لا تأتي، فاتفقن على تطوير موهبتهن في التطريز، خاصة أنها كانت تلقى إعجاب من حولهن. وتوضح بدور: "عملنا على توسيع العمل من نطاق المنزل إلى المشاركة في المعارض، وخاصة في المناسبات الوطنية، كما نحاول من خلال أعمالنا مواكبة الأحداث والمستجدات الفلسطينية". وتشير شقيقتها "ندرين" إلى أنها وأخواتها حاولن الاستفادة من تخصصاتهم في نشر وترسيخ فكرة المشروع، فهي استفادت من تخصصها في التصميم الداخلي والديكور في دمج الألوان وتحويل أي قطعة رسم إلى قطعة مطرزة، وعمل تصاميم جديدة من المطرزات غير التقليدية، بينما أختها الكبرى "نور" وهي مهندسة حاسوب، أنشأت موقعًا إلكترونيًا وصفحة على "فيسبوك" للمجموعة. وعن "سبب تسمية الشركة باسم ( (Flowers 6بمعنى "الزهرات الست"، تقول: "اخترنا أن يكون في الاسم دلالة على الجمال، فالمجتمع بطبيعته عنصري ومتحيز للذكور، ونحن نريد أن نظهر إبداع الفتيات، وقدرتهن على تطوير مواهبهن، وخاصة في ظل صعوبة الوضع الاقتصادي الصعب الذي ألقى بظلاله على فرص العمل للخريجين". عقبات وعثرات وبالنسبة للعقبات التي واجهتهن بعد اقتحامهن لسوق العمل، تتحدث بدور: "أغلب الصعوبات متعلقة بالحصار المفروض على القطاع خاصة في الفترة الأخيرة، ما يسببه ذلك من نقص المواد الخام، وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة إلى ضعف التسويق بسبب انتشار مهنة التطريز بين الكثير من النساء، وعدم وجود أي تمويل من المؤسسات الحكومية، ولذا كان الاعتماد كليًا على الأهل وما يتم بيعه". واستكملت حديثها: "لم نستسلم لشبح البطالة، بل قمنا بتوسيع المشروع وعملنا على تشغيل مجموعة من النساء ذوات الدخل القليل لتحسين وضعهن المادي، ونأمل أن نضع بصمة للتراث الفلسطيني في كل بيت فلسطيني عربي، ونسعى لفتح مركز تدريب للنساء الأرامل، والفتيات العاطلات عن العمل على التطريز الفلاحي". وعن اختيارهن من قبل إذاعة "بي بي سي" البريطانية ضمن أكثر (100) امرأة إلهامًا في العالم لعام (2015)، تبيّن "بدور": "هذا الاختيار مشجع كبير لنا على الاستمرار في المشروع وتطويره، وأيضًا دليل كبير على نجاحنا في نشر تراثنا وقضيتنا في مختلف دول العالم". وتوضح: "تواصلت هيئة BBC معنا للتعرف على طبيعة المشروع، وتم تحديد موعد لمقابلة إذاعية، وتلاه موعد آخر لمقابلة تلفزيونية مصورة، ولم يكن لدينا علم بأنه سيتم اختيارنا ضمن أكثر مائة امرأة إلهامًا في العالم لعام (2015)". الشقيقات الست شاركن في العديد من المعارض التي كانت تقام في المناسبات الاجتماعية، وأقمن معارض خاصة بهن، واستمرت عجلة العمل إلى أن وصلت أعمالهن إلى العديد من الدول العربية والأجنبية، وأقمن بها معارض خاصة بالتراث. وتؤكد الأخوات أن الإنسان يستطيع أن ينهض رغم كل الظروف الصعبة وأن يجعل لنفسه بصمة في الحياة، ولسان حالهن يقول إن التراث هو جزء من القضية الفلسطينية، وكلما استطعن نشره أصبح الناس أكثر وعيًا بقضيتهم. |
|
|