ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-16-2016, 02:03 AM
جُمانه غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : Sep 2015
 فترة الأقامة : 3197 يوم
 أخر زيارة : 03-14-2020 (02:08 PM)
 المشاركات : 6,127 [ + ]
 التقييم : 5880
 معدل التقييم : جُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond reputeجُمانه has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الحياة الطيبة




السلام عليكم ورحمة الله

الحياة الطيبة

علاء الدين عوض

عزيزي القارئ - أينما كنتَ ومهما كانت جنسيَّتك ولغتك، ومهما كانت عقيدتك - أسألك سؤالًا: ما هو الشَّيء الذي يَبحث عنه جميع البشَر في هذه الحياة الدنيا؟

بالتأكيد ستكون إجابتك: إنَّهم يَبحثون عن السَّعادة.

إنَّ جميع البشر - باختلاف أجناسهم وألوانِهم، وألسنتهم وأديانهم وعقائدهم - يَبحثون في هذه الحياة الدنيا عن شيء واحد، وهو (السعادة)!

وكلٌّ له طُرق مختلفة يتَّخذها للبَحث عن السَّعادة؛ فمنهم من يصِل إلى السعادة، ومنهم من لا يصِل.

فبعض النَّاس يَعتقد أنَّ السعادة في المال، وبعضهم يَعتقد أنَّ السعادة في السُّلطة والجاه، وبعضهم يَعتقد أنَّ السعادة في الذريَّة؛ وكل هذه من أسباب السَّعادة، ولكنَّها لا تمنح الإنسان السعادةَ وحدها!

والآن علماء النَّفس وعلماء الاجتماع والتَّنمية البشريَّة يَقومون بدراسات وإحصائيَّات؛ حتى يَعرفوا الطُّرُق والأسباب التي توصل للسعادة.

وهذه السَّعادة التي يَبحث عنها جميعُ البشَر، الله سبحانه وتعالى سمَّاها في القرآن بالحياة الطيِّبة، فقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، قال ابن عباس عن معنى الحياة الطيبة: هي الحياة السَّعيدة.

وهنالك فَرق كبير بين السَّعادة وبين لَحظات الفَرح؛ فلحظات الفَرح هي اللَّحظات التي تمرُّ علينا جميعًا عندما يَنجح الشخصُ في المدرسة أو الجامعة، أو عندما يَحصل على وظيفةٍ، أو عندما يتزوَّج، أو عندما ينجِب؛ هذه تسمَّى لحظات فرح، والفرق بينها وبين السَّعادة هو أنَّ السَّعادة دائمة، ولحظات الفرح هي لَحظات عابِرة على النَّفس.

- يقول أحد الدُّعاة: المؤمن يَعيش في سَعادة دائمة، إلَّا أن يَعتريَه عارِض من الحزن، لا يلبث أن يَزول، وغير المؤمن يَعيش في تَعاسة دائمة، إلَّا أن يَعتريَه عارِض من الفرح، لا يلبث أن يزول!

فكما ذَكرنا؛ فإنَّ الناس يَختلفون في الطُّرق التي يتَّخذونها للوصول إلى السَّعادة، وهنالك طرقٌ كثيرة خاطئة يَتبعها بعضُ النَّاس ظنًّا منهم أنَّها توصلهم إلى السعادة؛ منها:
• المال: بعض النَّاس يَعتقد أنَّ السَّعادة تَكمن في جمع المال، وأنَّ المال يحقِّق السَّعادةَ، وأنَّه إذا جمع المالَ نال السَّعادة، فتجده يَجمع المالَ من الحلال والحرام، ويظنُّ أنَّه يحقِّق السَّعادةَ بذلك، وهو في الحقيقة يَركض خَلف سراب ووَهم؛ فالمال وحده وإن كان من حلالٍ لا يجعل الإنسانَ سعيدًا، وكثيرًا ما نرى في المجتمع أصحابَ الأموال وهم يعانون من الضِّيق والتعاسَة والهمِّ!

وكما قال القائل:
ولستُ أرى السَّعادةَ جمع مالٍ ♦♦♦ ولكنَّ التَّقيَّ هو السَّعيدُ

• سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات:
من الطُّرق التي يتَّخذها البعضُ للسعادة - خصوصًا الشَّباب - إدمان سَماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، فتجده يُصبح ويمسي أمامَ التلفاز أو الكمبيوتر وهو يشاهِد أحدَثَ الأفلام العربيَّة والأجنبية والهندية وغيرها، وتجده يَحفظ أسماءَ الممثِّلين والممثلات، والفنانين والفنانات، ويعرف أدقَّ التفاصيل في حياتهم، ولكن بعد أن يُكمِل الفيلم أو المسلسل؛ هل يكون سعيدًا؟ الإجابة: لا!

كثير من الشباب يقول لك: عندما أشعر بالمَلَل أذهب وأشاهِد فيلمًا أو أَستمع إلى أغنية، وبعدها أشعر أنَّ الملَل زاد، وأَشعر بضيقٍ في الصَّدر؛ فسَماع الأغاني ومشاهدة المسلسلات والأفلام لا يُمكن أن يحقِّق للشخص السَّعادةَ أبدًا.

• تعاطي المُسكِرات والمخدِّرات:
كذلك من الطُّرق التي يتَّخذها بعضُ النَّاس للوصول إلى السَّعادة هي تناول المسكِرات والمخدِّرات.

بعض الشَّباب تجده يَقع في هذه الآفات، وهو يظنُّ أنَّها توصله إلى السَّعادة؛ فتجد بعض الشباب يتناول هذه المسكرات والمخدِّرات ويقول لك: أريد أن أنسى همومي وغمومي، وأعيش سعيدًا!

وهذه المسكرات والمخدِّرات قد تَجعلك تَنسى همومك للَحظات، ولكن بعد أن تُفيق من سَكرتك هل ستَجد أنَّ مشاكلك قد حُلَّت؟ هل ستجد الحياةَ أصبحَت سعيدة بالنسبة لك؟ الإجابة: لا؛ بل بالعكس، هذه المخدِّرات والمسكرات تَجعل الإنسانَ في كآبةٍ وضِيق، وهمٍّ وغمٍّ! والآن للأسف انتشرَت المسكرات والمخدِّرات بكثرة وسط الشَّباب في ظلِّ غفلة تامَّة من الأُسَر!

فمعصية الله سبحانه وتعالى لا يُمكن أن تَجعل الإنسان سعيدًا في الدنيا بأيِّ حال من الأحوال!

يقول الإمام ابن القيِّم: "إنَّ العبد إذا عصى اللهَ سَلَّط الله عليه جنديان لا ينفكَّان عنه حتى يتوبَ إلى الله؛ الجندي الأول اسمه "الغم"، والجندي الثاني اسمه: الهم"؛ ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 124].

والمُستقرِئ لكتاب الله تعالى ولسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وللواقع المعيش، يجد أنَّ هنالك أسبابًا كثيرة إذا تتبَّعها الإنسان وعمل بها، فإنَّه يُرزق السَّعادةَ والحياة الطيِّبة؛ منها:
• تقوى الله:
تقوى الله هي وصيَّة الله للأولين والآخرين؛ ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

والتقوى كما عرَّفها سيدنا علي بن أبي طالب قال: "هي الخوف من الجَليل، والعمَل بالتَّنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".

وتقوى الله سبحانه وتعالى سبب لكلِّ خير في الدنيا والآخرة؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، ويقول تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].

والإنسان الذي يتَّقي اللهَ عزَّ وجل، فيفعل ما أمَره الله أن يفعلَه، ويَنتهي عمَّا نهاه الله عنه؛ يَرزقه الله السعادةَ والحياةَ الطيبة في الدنيا؛ يقول تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا ﴾ [طه: 123، 124].

وكما قال القائل:
وبحثتُ عن سرِّ السعادة جاهدًا ♦♦♦ فوجدتُ هذا السرَّ في تقواكا

ويقول أحد السَّلَف: "إنَّه لتمرُّ بي أوقات أقول: إن كان أهلُ الجنَّة في مثل هذا إنَّهم لفي عَيشٍ طيِّب"!

ويقول آخر: "لو علِم الملوكُ وأبناءُ الملوك ما نحن فيه من النَّعيم لجالَدونا عليه بالسيوف".

فسِرُّ السَّعادة الحقيقيَّة في تقوى الله عزَّ وجلَّ.

• القناعة والرضا:
فالقناعة سرٌّ من أَسرار الحياة الهانئة السَّعيدة، وكثيرًا ما نَسمع أنَّ فلانًا قَنوع، فما هي القناعة؟

القناعة: هي الرِّضا بما قسَم الله، ولو كان قليلًا، وهي عدَم التطلُّع إلى ما في أيدي الآخرين.

الرِّضا بما قَسم الله لك من رزقٍ؛ الرِّضا بالزوجة، الرضا بالأبناء، الرِّضا بالصِّحَّة، الرضا بكلِّ شيء في حياتك، والرِّضا من أعظم أعمال القلوب.

والقانع بما رزَقه الله تعالى يكون هادئَ النَّفس، قريرَ العين، مرتاحَ البال، فهو لا يتطلَّع إلى ما عند الآخرين، ولا يَشتهي ما ليس تحت يديه، فيكون محبوبًا عند الله وعند النَّاس، ويَصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ازهد في الدنيا يُحبَّك اللهُ، وازهَد فيما عند النَّاس يحبَّك الناس)).

خُذ القناعةَ من دُنياك وارضَ بها
لو لم يكُن لك إلَّا راحةُ البدنِ
وانظُر إلى من حوى الدُّنيا بأجمعِها
هل راحَ منها بغير الطِّيبِ والكفَنِ

فالإنسان القَنوع الرَّاضي عن كلِّ حياته والراضي عن الله، لا ينظر إلى ما في أيدي النَّاس ولا يحسدهم، ولا يتمنَّى أن تزول هذه النِّعَم منهم، فتجده سعيدًا في الدنيا، مطمئنَّ القلب، هادئ النفس، منشرح الصَّدر.

والإسلام يربي الإنسان تربية نفسية راقية، ويَحرص على أن تكون نفس الإنسان نفسًا راضيةً، نفسًا قنوعةً بما آتاها الله، وتأمل في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131]، وفي قول رسولنا الكريم: ((انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله))؛ صحيح مسلم.

• ذكر الله وقراءة القرآن:
من أكبر أبواب السعادة ذِكرُ الله تعالى؛ فذكر الله تطمئن به القلوب، وترتاح به النفوس؛ كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، والإنسان الذي يَذكر الله كثيرًا تجده مُنشرِحَ الصدر طيِّب النفس، والإمام ابن القيم ذكَر مائة فائدة للذكر.

منها: أنَّ الذِّكر يطرد الهم والحزن، ويجلب الفرح والسرور وطيب العيش.

وقراءة القرآن من أسباب انشراح الصدر وطمأنينة النفس، فكثيرًا ما يشعر الإنسان بالضيق في صدره، وبمُجرَّد أن يتلوَ آيات الله حتى يتبدَّل هذا الضيق إلى انشراح في الصدر وراحة في النفس.

فعلى الإنسان الذي يبحث عن السعادة أن يُكثِر من ذكر الله، ومن قراءة القرآن.

• تحديد الهدف والعيش لغاية:
كذلك من أسباب السعادة والحياة والطيبة أن يَعيش الإنسان لغاية، وأن يعيش وهو عنده هدفٌ يريد تحقيقه في هذه الحياة، وألا يَعيش هملًا دون أهداف ودون غاية.

والمسلم جعل الله له رسالةً في هذه الحياة الدنيا، وجعل له رؤيةً يُريد أن يَصِل إليها؛ أما الرسالة فهي عبادة الله عز وجل، فالله تعالى خلق العباد لعبادته؛ كما قال: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ولم يَخلقهم عبثًا؛ ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

فهذه هي رسالته في الدنيا، أما الرؤية التي يُريد أن يصل إليها فهي رضا الله عنه، وأن يُدخله الجنة.
قد رشَّحوك لأَمرٍ إن فطنتَ له ♦♦♦ فاربأ بنفسِكَ أن تَرعى مع الهمَلِ

وهذه الأسباب التي ذكرناها إذا تتبَّعها الإنسان وعمل بها؛ فإنه بإذن الله تعالى يَصل إلى السعادة والحياة الطيبة.

ولكن هنالك نقطة مهمة يجب أن نفهمها؛ وهي أن الحياة الطيبة لا تَعني الحياة الخاليةَ من المشاكل والهموم والأحزان والابتلاءات، لا؛ ولكنَّ المؤمن الذي يعيش الحياة الطيبة يستقبِل هذه الابتلاءاتِ والهمومَ والأحزانَ بنفس راضية مطمئنة، ولا بدَّ أن يَفهم الإنسان أن الدنيا دار ابتلاء وتعب ونصَب؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].

وقيل للإمام أحمد: متي يَرتاح المؤمن؟ قال: عند أول قدَمٍ يضعها في الجنة.

فالسعادة الكاملة لا تكون إلا في جنَّة عرضها السموات والأرض


في امان الله




رد مع اقتباس
قديم 01-17-2016, 04:17 AM   #2


الصورة الرمزية عاشق الوادى
عاشق الوادى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 10-22-2021 (09:44 AM)
 المشاركات : 59,722 [ + ]
 التقييم :  166105
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



جزاك الله خير و جعل الله هذا الطرح بميزان حسناتك


 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 02:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.