ننتظر تسجيلك هـنـا


جديد المواضيع



الشعر والشعرآء من جميل نظمكم ومختاراتكم من الخواطر المنقوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2017, 01:18 PM   #280


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:24 PM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



لم يكن “عبد الله بن رواحة” مجرد شاعر ينطلق الشعر من بين ثناياه عذبا قويا فحسب لكنه كان أحد الشعراء الثلاثة الكبار الذين جاهدوا في سبيل الإسلام وتصدوا للدفاع عنه ضد كل من أراد النيل منه أو التشكيك فيه.. لقد كون هذا الشاعر المجاهد مع حسان بن ثابت وكعب بن مالك جبهة شعرية قوية تقف إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد عنه الهجمات الشرسة التي استهدفت التشكيك في نبوته.
وعبد الله بن رواحة شاعر أنصاري. كان واحدا من النقباء المبايعين الذين تبنوا الدعوة للإسلام قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبعد إسلامه وضع مقدرته الشعرية في خدمة الإسلام وصار من اكثر الأنصار عملا لنصرة الدين ودعم بنائه، وكان من أكثرهم يقظة لمكايد “عبد الله بن أبي” الذي كان أهل المدينة يتهيأون لتتويجه ملكا عليها قبل أن يهاجر الإسلام إليها، فمضى يستعمل دهاءه في الكيد للإسلام. في حين مضى عبد الله بن رواحة يتعقب هذا الدهاء ببصيرة منيرة أفسدت على “ابن أبي” اكثر مناوراته وشلت حركة دهائه.


 
 توقيع :




رد مع اقتباس
قديم 10-30-2017, 01:19 PM   #281


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:24 PM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يذكر ل “ابن رواحة” أنه من أوائل من بايعوه على مشارف مكة وحملوا الإسلام إلى المدينة ومهدوا لهجرته كما أنه شارك في غزوة بدر وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتهائها إلى المدينة ليبشر المسلمين بالنصر، بل إن النبي كثيرا ما كان يردد أن من أقرب الشعر إلى قلبه شعر “عبد الله بن رواحة” حتى إنه كان كثيرا ما يستزيد منه ويردده.
بين يدي الرسول
ومن شعر “ابن رواحة” في النبي صلى الله عليه وسلم:
أنت النبي ومن يحرم شفاعته
يوم الحساب فقد أزرى به الكثر
فثبت الله ما آتاك من حسن
تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
ومن أحسن ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم قول عبد الله بن رواحة:
لو لم تكن فيه آيات مبينة
كانت بديهته تنبيك بالخبر
وفي يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه وأقبل عبد الله بن رواحة، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: “كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول”؟ فأجاب عبد الله: “أنظر في ذاك ثم أقول”.. ومضى على البديهة ينشد:
يا هاشم الخير إن الله فضلكم
على البرية فضلا ما له غير
إني تفرست فيك الخير أعرفه
فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم
في حلِّ أمرك ما ردوا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن
تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
فسر النبي ورضي وقال له: “وإياك، فثبت الله”.
وحين كان الرسول عليه الصلاة والسلام يطوف بالبيت في عمرة القضاء قال عبد الله بن رواحة:
خلوا بني الكفار عن سبيله
اليوم نضربكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
كما قال “ابن رواحة” بين يدي الرسول:
يا رب لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدَّقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الذين قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا
ولما سمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “يا ابن رواحة أفي حرم الله وبين يدي رسول الله؟!” فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم : “خل عنه يا عمر فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبال”.


 


رد مع اقتباس
قديم 10-30-2017, 01:19 PM   #282


الصورة الرمزية واثـــ الخطوة ـــــق
واثـــ الخطوة ـــــق متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:24 PM)
 المشاركات : 81,634 [ + ]
 التقييم :  455574
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Blue

اوسمتي

افتراضي



شاعر التعبئة
وكان المسلمون المهاجرون منهم والأنصار يحفظون شعر “عبد الله بن رواحة” عن ظهر قلب ويرددون أناشيده الجميلة في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان “ابن رواحة” سعيدا بحب المسلمين، ويكثر من الشعر كلما شعر بهذا الحب حتى نزلت الآية الكريمة: “والشعراء يتبعهم الغاوون” فحزن حزنا شديدا وقرر أن يترك إنشاد الشعر ولكنه سرعان ما استرد غبطة نفسه وواصل مهمته في الدفاع عن الإسلام بشعره بعد نزول آية أخرى “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا”.
وعندما جاءت سنة ثمان للهجرة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا لمواجهة الروم وأمّر عليه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة فإن استشهدوا فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم.
ولما أراد الخروج بكى عبد الله فقالوا: ما يبكيك يا بن رواحة ؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ “وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا” فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم فوقف “ابن رواحة” والجيش يتأهب لمغادرة المدينة ينشد:
لكنني أسأل الرحمن مغفرة
وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حرَّان مجهزة
بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي
يا ارشد الله من غار وقد رشدا
وهكذا كانت أمنية عبد الله بن رواحة ولا شيء سواها، ضربة سيف أو طعنة رمح، تنقله إلى عالم الشهداء الظافرين، ولم يكن ذلك عجيبا عليه فقد خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل غزواته “بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر” راغبا في الموت في سبيل الإسلام ومن أشهر قصائده:
يا نفس إلا تقتلي تموتي
هذا حياض الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت
وإن تأخرت فقد شقيت
وتحرك الجيش إلى مؤتة وحين استشرف المسلمون عدوهم وجدوا قرابة مائتي ألف مقاتل من الروم، فوجموا.. وقال بعضهم: “فلنبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا، فنمضي له” فشجعهم عبد الله بن رواحة على المضي إلى الجهاد قائلا: “ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة” وبدأ يحث الناس بشعره على الجهاد قائلا:
إذا أدنيتني وحملت رحلي
مسيرة أربع بعد الحساء
فشأنك فانعمي وخلاك ذم
ولا ارجع إلى أهلي ورائي
وجاء المؤمنون وغادروني
بأرض الشام مشهور الثواء
وكان لشعر ابن رواحة مفعول السحر حتى إنه زرع الحماس في نفوس المجاهدين وانطلقوا لملاقاة جيش الروم وهم يهتفون: الله اكبر.. الله اكبر.
والتقى الجيشان وسقط الأمير الأول “زيد بن حارثة” شهيدا مجيدا.. وتلاه الأمير الثاني “جعفر بن أبي طالب” حتى أدرك الشهادة في غبطة وعظمة.. وتلاه ثالث الأمراء “عبد الله بن رواحة” فحمل الراية من يمين جعفر وكان القتال قد بلغ ذروته وكادت القلة المسلمة تتوه في زحام الجيش العرمرم الذي حشده هرقل وحين كان “ابن رواحة” يقاتل كجندي كان يصول ويجول في غير تردد.. أما الآن فقد صار أميرا للجيش ومسؤولا عن حياته ولكنه بلا تردد استجمع كل قواه وأخذ يصيح بالمسلمين:
أقسمت يا نفس لتنزلنه
ما لي أراك تكرهين الجنة؟
يا نفس إلا تقتلي تموتي
هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت
إن تفعلي فعلهما هديت
وكان يعني بذلك صاحبيه اللذين سبقاه إلى الشهادة: زيدا وجعفر رضي الله عنهما.
وما إن سمع المسلمون صياح عبد الله بن رواحة حتى هبوا لمؤازرته وهو يعصف بجيش الروم بكل قوة وشجاعة وهم يرددون أنشودته الخالدة.. حتى سقط ابن رواحة شهيدا كما تمنى.
وبينما كان القتال يدور فوق ارض البلقاء بالشام أخبر الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حصل في الغزوة فحدث رسول الله الصحابة بذلك والمعركة مازالت تدور.
هكذا كان “عبد الله بن رواحة” شاعرا مجاهدا جسد أبرع صور الدفاع عن الإسلام والذود عنه بشعر صادق يحض النفوس على التقوى والجهاد وطلب الشهادة.. فأحبه النبي وأثنى عليه كثيرا والتف حوله المسلمون وحفظوا شعره ورددوه عن ظهر قلب.. رحم الله “ابن رواحة” وأسكنه فسيح جناته.


 


رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 07:33 AM   #283


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



صباح الورد
شكراً لحضوركم هنا
انتهى شاعرنا لهذا الأسبوع
أتمنى أن أكون قدمت ما فيه الفائدة و المتعة لكم

منى


 
 توقيع :
دمشقية و في عروقي يجري الياسمين



رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 07:40 AM   #284


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



بسم الله نبدأ شاعرنا لهذا الأسبوع

عروة بن الورد


 


رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 07:43 AM   #285


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



عروة بن الورد العبسي (توفي 15 ق.هـ/607 م)، شاعر من عبس من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد. كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله:
لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه

مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الغنى من دهره كـل لـيلة

أصاب قراها من صديق ميسر
ولله صعلوك صفيحة وجـهـه

كضوء شهاب القابس المتنـور
قال معاوية بن أبي سفيان: «لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم». وقال الحطيئة في جوابه على سؤال عمر بن الخطاب كيف كانت حروبكم؟ قال: «كنا نأتم في الحرب بشعره». قال عبد الملك بن مروان: «من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد»[1].
وفي الأغاني من خبره: «كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سُمّي عروة الصعاليك»


 


رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 07:44 AM   #286


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



صور من كرمه
قيل عن عروة بن الورد أن قبيلة "عبس" كان إذا أجدبت أتى أناس منهم ممن أصابهم جوع شديد، فجلسوا أمام بيت " عروة" حتى إذا أبصروه قالوا " أيا أبا الصعاليك أغثنا"، فكان يرق لهم ويخرج معهم ليحصل على ما يُشبع جوعهم ويكفيهم.. وهو يعبر بذلك عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للنهب والسلب كباقي شعراء الصعاليك أمثال " الشنفري" و " تأبط شرا" وإنما يغزو ليُعين الفقراء والمستضعفين حتى أُطلق عليه " أبو الفقراء" و " أبو المساكين" . والطريف أن " عروة " لم يُغِر على كريم يبذل ماله للناس، بل كان يختار لغارته ممن عُرفوا بالبخل، ومن لا يمدون للمحتاج في قبائلهم يد العون ، فلا يراعون ضعفاً ولا قرابة ولا حقاً من حقوق قومهم.. و بلغ عروة من ذلك أنه كان لا يُؤْثِر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه ، فلهم مثل حظه سواءً شاركوه في الغارات التي يشنها أو قعد بهم المرض أو الضعف، وهو بذلك يضرب مثلا رفيعاً في الرحمة والإيثار . وقد فاق إعجاب الناس بكرمه لدرجة أن عبد الملك بن مروان كان يقول*: " من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد" [2]


 


رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 07:44 AM   #287


الصورة الرمزية منى
منى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 516
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 أخر زيارة : 06-24-2019 (05:11 PM)
 المشاركات : 28,202 [ + ]
 التقييم :  115704
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

اوسمتي

افتراضي



له ديوان شعر شرحه ابن السكيت[2]. من أشهر قصائده قصيدة له موجودة في ديوان الأصمعيات ابتدأها بقوله
أقلي علي اللوم يا ابنة منذر
ونامي فإن لم تشتهي النوم فاسهري
ومن شعره أيضا*:
إني امرؤٌ عانى إنائي شركة.. و أنت امـرؤ عانى إناؤك واحـد
أتهزأ مني أن سمنتَ وأن ترى .. بجسمي شحوب الحق،و الحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كـثـيرة .. وأحسُ قراح الماء،والماء بارد
خبر عروة مع سلمى سببته وفداء أهلها بها:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:
تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا .. وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا .. بمنبطح الأدغال من ذي السلائل
ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:
سقوني الخمر ثم تكنفوني
قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النضير. وذكر أبو عمرو الشيباني من خبر عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها، فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم، وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته سبية"، وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة" أن تكون سبية، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم: ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛ قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛ فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر، فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها، ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى ولدك وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك:
سقوني الخمر ثم كنفوني
وأولها:
أرقت وصحبتي بمضيق عميق ... لبرق من تهامة مستـطـير
سقى سلمى وأين ديار سلمـى ... إذا كانت مجاورة الـسـرير
إذا حلت بأرض بني عـلـي ... وأهلي بـين إمـرة وكـير
ذكرت منازلاً مـن أم وهـب ... محل الحي أسفل من نـقـير
وأحدث معهد مـن أم وهـب ... معرسنا بدار نبي بني النضير
وقالوا ما تشاء فقلت ألـهـو ... إلى الأصباح آثـر ذي أثـير
بآنسة الحديث رضاب فـيهـا ... بعيد النوم كالعنب العـصـير
وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي بهذه الحكاية كما ذكر أبو عمرو، وقال فيها: إن قومها أغلوا بها الفداء، وكان معه طلق وجبار أخوه وابن عمه، فقالا له: والله لئن قبلت ما أعطوك لا تفتقر أبداً، وأنت على النساء قادر متى شئت، وكان قد سكر فأجاب إلى فدائها، فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع. وجاءت سلمى تثني عليه فقالت: والله إنك ما علمت لضحوك مقبلاً كسوب مدبراً خفيف على متن الفرس ثقيل على العدو طويل العماد كثير الرماد راضي الأهل والجانب، فاستوص ببنيك خيراً، ثم فارقته. فتزوجها رجل من بني عمها، فقال لها يوماً من الأيام: يا سلمى، أثني علي كما أثنيت على عروة -وقد كان قولها فيه شهر-فقالت له: لا تكلفني ذلك فإني إن قلت الحق غضبت ولا واللات والعزى لا أكذب؛ فقال: عزمت عليك لتأتيني في مجلس قومي فلتثنين علي بما تعلمين، وخرج فجلس في ندي القوم، وأقبلت فرماها القوم والله إن شملتك لإلتحاف، وإن شربك لاستفاف، وإنك لتنام ليلة تخاف، وتشبع ليلة تضاف، وما ترضي الأهل ولا الجانب، ثم انصرفت. فلامه قومه وقالوا: ما كان أغناك عن هذا القول منها.
كان يجمع الصعاليك ويكرمهم ويغير بهم
أخبرني الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال حدثني أبو فقعس قال: كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته-خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة الصعاليك، فقال في ذلك بعض السنين وقد ضاقت حاله:
لعل ارتيادي في البلاد وبغيتي
وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلى رب هجمةٍ
يدافع عنها بالعقوق وبالبخل
أغار مع جماعة من قومه على رجل فأخذ إبله وامرأته ثم اختلف معهم فهجاهم:
فزعموا أن الله عز وجل قيض له وهو مع قوم من هلاك عشيرته في شتاءٍ شديد ناقتين دهماوين، فنحر لهم إحداهما وحمل متاعهم وضعفاءهم على الأخرى، وجعل ينتقل بهم من مكان إلى مكان، وكان بين النقرة والربذة فنزل بهم مابينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم إن الله عز وج قيض له رجلاً صاحب مائةٍ من الإبل قد فر بها من حقوق قومه- وذلك أول ما ألبن الناس-فقتله وأخذ إبله وامرأته، وكانت من أحسن النساء، فأتى بالإبل أصحاب الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل يقسمها بينهم وأخذ مثل نصيب أحدهم، فقالوا: لا واللات والعزى لا نرضى حتى نجعل المرأة نصيباً فمن شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته وأنه إن فعل ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلاً ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه؛ فقال عروة في ذلك قصيدته التي أولها:
ألا إن أصحاب الكنيف وجدتهم
كما الناس لما أمرعوا وتمولوا
وإني لمدفـوع إلـي ولاؤهـم
بماوان إذ نمشي وإذ نتملمـل
وإني وإياهم كذي الأم أرهنت
له ماء عينيها تفدي وتحمـل
فباتت بحد المرفقين كليهـمـا
توحوح مما نالها وتـولـول
تخير من أمرين ليسا بغبـطة
هو الثكل إلا أنها قد تجـمـل
سبي ليلى بنت شعواء ثم اختارت أهلها فقال شعراً: وقال ابن الأعرابي في هذه الرواية أيضاً: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال بن عامر بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها تحبه، ثم استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم، وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً! أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في ذلك:
تحن إلى ليلى بجـو بـلادهـا
وأنت عليها بالملا كنت أقـدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونهـا
وقد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تسـري نـدامة"
علي بما جشمتني يوم غضورا
قال: ثم إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين يقال لها أسماء، فما لبثت عندهم إلا يوماً حتى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أن عامر بن الطفيل فخر بذلك وذكر أخذه إياها، فقال عروة يعيرهم بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية: إن تأخذوا أسماء موقـف سـاعةٍ
فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب
لبسنا زماناً حسنها وشـبـابـهـا
وردت إلى شعواء والرأس أشيب
كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعـهـا
غداة اللوي معصوية يتصـبـب


 


رد مع اقتباس
قديم 11-07-2017, 08:07 AM   #288


الصورة الرمزية أحلام منسية
أحلام منسية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 766
 تاريخ التسجيل :  Jun 2017
 أخر زيارة : 04-25-2020 (04:51 AM)
 المشاركات : 149,568 [ + ]
 التقييم :  588940
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black

اوسمتي

افتراضي



بعض قصائده الاكثر من رائع
قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى
وَجَفا الأَقارِبُ فَالفُؤادُ قَريحُ
ما لي رَأَيتُكِ في النَدِيِّ مُنَكِّساً
وَصِباً كَأَنَّكَ في النَدِيِّ نَطيحُ
خاطِر بِنَفسِكَ كَي تُصيبَ غَنيمَةً
إِنَّ القُعودَ مَعَ العِيالِ قَبيحُ
المالُ فيهِ مَهابَةٌ وَتَجِلَّةٌ
وَالفَقرُ فيهِ مَذَلَّةٌ وَفُضوحُ
.....................
فِراشي فِراشُ الضَيفِ وَالبَيتُ بَيتُهُ
وَلَم يُلهِني عَنهُ غَزالٌ مُقَنَّعُ
أُحَدِّثُهُ إِنَّ الحَديثَ مِنَ القِرى
وَتَعلَمُ نَفسي أَنَّهُ سَوفَ يَهجَعُ
...................
وَقالوا اِحبُ وَاِنهَق لا تَضيرُكَ خَيبَرٌ
وَذَلِكَ مِن دينِ اليَهودِ وَلوعُ
لَعَمري لَئِن عَشَّرتُ مِن خَشيَةِ الرَدى
نُهاقَ الحَميرِ إِنَّني لَجَزوعُ
فَلا وَأَلَت تِلكَ النُفوسُ وَلا أَتَت
عَلى رَوضَةِ الأَجدادِ وَهِيَ جَميعُ
فَكَيفَ وَقَد ذَكَّيتُ وَاِشتَدَّ جانِبي
سُلَيمى وَعِندي سامِعٌ وَمُطيعُ
لِسانٌ وَسَيفٌ صارِمٌ وَحَفيظَةٌ
وَرَأيٌ لِآراءِ الرِجالِ صَروعُ
تَخَوِّفُني رَيبَ المَنونُ وَقَد مَضى
لَنا سَلَفٌ قَيسٌ مَعاً وَرَبيعُ


 
 توقيع :





رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

مركز تحميل Top4toP


الامتدادات المسموحة: PMB | JPG | JPEG | GIF | PNG | ZIP

الساعة الآن 04:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging v3.1.0 (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.