جديد المواضيع
|
إبداعاتكم الشعرية والنثرية والقصصية الاشعار والقصائد باقلام الاعضاء -يمنع المنقول- |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-12-2019, 11:15 AM | #31 |
• رونق التـ🌷ـوليب •
|
الجزء الخامس ••❓
في الإستراحة ، وبعد أن أخذنا أنا و "سارة" طعامنا عدنا إلى القاعة .. جلسنا في مقعدينا ، قالت "سارة" بانفعال
- أنتِ مملة اليومَ كثيراً يا "آماندا"! ، ازيحي ذلكَ المعتوه عن تفكيرك .. كوني معي لنصف ساعةٍ على الأقل! نظرت إليها بملل و قلت - لستُ مكترثةً له .. لكن لا أعرف ما أصابني . و استندت على الكرسي و أنا أنظر أمامي ، فلمحت في درج طاولتي ورقةً موردة! ، تشبه تماماً ذلك الظرف الذي يرسله إليَّ ذلك المعجب . تسارعت دقات قلبي ، لست أصدق! وبحركةٍ سريعة مددت يدي و التقطتها ، نعم كانت رسالةً منه! تبادلنا النظرات أنا و "سارة" ، و كذلك الإبتسامات! تكلمت "سارة" - رسالةٌ منه! - نعم ، لعله وضعها قبل مجيئنا! - أسرعي و افتحيها لتقرئي . - حسناً . فتحتها على استعجالٍ و كلي لهفة لأن أقرأ ما كتبَ فيها .. ترى هل سئمَ و قرر أخيراً أن يصرح لي عن اسمه ويكشف لي عن نفسه؟! (( إلى العزيزة "آماندا" انقطعتي عن الكتابة إلي ، ففقدت لذة الكتابة .. بعد أن أدمنت حروفك و كلامكِ ، لذلك توقفت أتساءلُ لما تعطين الموضوع حجماً أكبر منه و هو لا يستحق؟! ، أخبرتكِ أني سأظهر قبالتكِ قريباً .. ولن أتراجع عن قولي ، أحبكِ يا "آماندا" ، و لا أريد منكِ إلا أن تتحمليني قليلاً ، بعدَ أن تحملتني كل هذه المدة ، و لا تحرميني رسائلكِ العطره ، لقد آلمتنـ .. تملكني الغضب كثيراً بعد أن قرأت هذين السطرين ، عفستُ الورقة بكلتا يدي و ألقيت بها في الدرج بانفعال - لا فائدة .. كرهتُ هذا اللعب! قالت "سارة" وقد بدى عليها القلق - هوِّني عليكِ يا عزيزتي . و لكنني دون وعيٍ ومع أول فكرةٍ تبادرت إلى رأسي ، مددت يدي إلى ظرف الرسالة ، أمسكتُ به و وقفت مستديرةً حيث الزملاء وقلت و الإنفعال ما زال بادٍ علي - من وضعَ هذا في درجِ طاولتي!؟ التفت الزملاء إلي و المفاجأة أدهشتهم ، فحركت الظرف بيدي و أنا أكرر - من وضعَ هذا في درج طاولتي؟ تبادل الزملاء نظراتهم .. ثم نظروا إلي ، منهم من قال لا يدري و منهم من اكتفى بهز رأسه يمنةً و يسرة في هذه اللحظة جاءني صوت "إليزا" من خلفي قائلة - أ هي رسالة؟! استدرت إليها ، كانت تعقد حاجبيها وتنظر إليّ .. فأجبتها و قد انتابني شعورٌ بالإحراج من تصرفي - هل تعرفين من وضعها في درج طاولتي؟! قالت وهي تقترب مني - من أين لي أن أعرف!؟ و بحركةٍ سريعة خطفت الظرف من يدي ، تفاجأت و صرخت فيها بغضب - أعيديه يا "إليزا"! رفعته أمام عينيها و قرأت ما كتب عليه بصوتٍ عالٍ و واضح و كأنها تتعمد إسماع الزملاء بما كتب عليه - إلى العزيزة "آماندا" .. من عاشقكِ المخلص . صرختُ عليها من جديد وقد ازداد غضبي - "إليزا"! قلت ذلك وسحبت الظرف من يدها - أنتِ وقحة! ابتسمت بسخرية و قالت ببرود - إذاً هذا من كان يعكر صفوكِ يا "آماندا"؟ ، ذلك من اختطف البسمة من شفتيكِ؟ ، هل يؤذيكِ ذاك المجنون؟! حدقت فيها بصمتٍ و القهر يحرق قلبي ، فصرخت "سارة" قائلة - اخرسي يا "إليزا"! .. ما نفع قولكِ هذا الآن؟ - لن ينفعَ في شيء ، كنت أحاول الإطمئنان عليها و حسب . استجمعت قواي حينها و أخذت نفساً ، و استدرت إلى الزملاء من جديد و التوتر أخذ مني مأخذه ، فقلت بصوتٍ مرتعش - من منكم يلعب هذه اللعبةَ معي؟ لم ينطق أحدٌ بحرف ، كانوا ينظرون إليَّ كالبُلَهاء .. فقلت وقد احتد صوتي - من ؟! .. أ لن يعترف؟! .. حسناً ، ألم تروا أحداً يتردد على طاولتي يضع ظرفاً كهذا؟! وما من جواب ، سوى صمتٍ يزيد غضبي و ألمي .. فقلت وقد تسلل اليأس إلى داخلي و الدمع بدا في مآقي - لقد سئمت هذا اللعب ، فالتعترف .. فالتنهي كل هذا . و رميت بالظرف على الأرض و خرجت مسرعةً من القاعة ، أذرف دموعي قهراً و حرجاً من الموقفِ الذي وضعتُ نفسي فيه . جلست على الدرجات أمسح دموعي ، حتى هدأت و كفت دموعي عن الإنهمار ، ظللت صامتةً أفكر بألمٍ في ذاك المختبيء الذي تسبب في كل ذلك ، لقد أفقدني صوابي . في هذه اللحظة كان جميع الطلاب ينسحبون إلي القاعات ، فلقد حان وقت الدرس .. لكني كنت أشعر بالإرهاق ، لا قدرة لي على استيعاب أي شيء . نهضت و سرت نحو دورة المياه ، فتحت صنبور المياه و غسلت وجهي لعلني أبدد التعب و الإرهاق الذي حل بي . وبينما كنت كذلك ، جاءني صوت شابٍ من خلفي - "آماندا"؟ توقفت للحظة أحاول تمييز الصوت ، ثم التفت أنظر إلى صاحبه متسائلة ، فقال - أنتِ "آماندا"؟ هززت رأسي بالإيجاب ، ولفت انتباهي ظرفٌ كان بيديه .. إنها رسالة! فعدت بنظري إلى وجه الشاب و قلبي يخفق بقوة ، فسألت - ماذا هناك؟ ، من أنت؟ بدا الشاب حائراً وهو يتكلم ، التفت لوراءه ثم أعاد النظر إلي وقال - لقد أعطاني شابٌ هذه الرسالة ، طلبَ مني أن أعطيها لكِ . حدقت فيه بصمت ، ثم اقتربت منه وسألته - من هو ذاك الشاب؟ ، هل تعرفه؟ - لا ، لا أعرفه . قال هذا و مدّ الظرف إليّ ، لكني لم ألتقطه من يده .. بل شرعت بسؤالٍ آخر - هل تستطيع تذكر وجهه؟ ، ستميزه إن رأيته ثانيةً!؟ صمت للحظة ، ثم أجاب - نعم أعتقد ، ألن تأخذي هذه الرسالة؟! أمسكته من يده وقلت و أنا أتقدمه - تعال معي . - ماذا هناك؟! لم أجبه ، بل سرت به إلى قاعتي وتوقفت عند الباب وقلت له - أريدك أن تلقي نظرةً على طلاب هذه القاعة ، إن ميزته أخبرني . كان ينظر إليّ بحيرة و تردد ، فقلت بإصرار - ذلك مهم ، أرجوك . و دون أن يقول شيئاً ، ألقى نظرةً من الباب المفتوح على الطلاب .. همست قائلة - ركز جيداً . بعد لحظات .. إبتعد عن باب القاعة و قال - لم أره ، ليس هنا على ما يبدو . تأففت بضجرٍ و استدرت لأذهب ، فاستوقفني قائلاً - ماذا عنها؟! نظرت إليه ، كان يهز الرسالة بيده مشيراً إليها .. فقلت متضايقة - عندما تعثر عليه ، أعدها إليه .. أخبره أن "آماندا" عزمت أن لا تستقبل رسائلك بعد اليوم ، أخبره بذلك! - من أين أعثر عليه!؟ - قد يعثر عليك هو ، لا ترهق نفسكَ في البحث عنه . و تابعت سيري حتى وصلت إلى السلم ، فجلست على الدرجات حيث كنت أفكر من جديد ، هل ما أفعله صحيح؟! ، ألا يجب أن أمنحه فرصة؟ ، لا إنه لا يستحق .. بعد كل ما حدث و أصابني من تحت رأسه .. يجب عليّ نسيان أمره تماماً . و بينما كنتُ كذلك ، تشتت أفكاري حينما أحسست بذاك الشاب يجلس بجانبي قائلاً - هل لي أن أعرف لما أنتِ غاضبةٌ عليه لهذا الحد؟ عقدتُ حاجبي و نظرتُ إليه قائلة مستنكرة - و ما شأنكَ أنت؟! ، يمكنك أن تنصرف عني الآن . - برأيي تظلمينه ، لو رأيتي عينيه كيف كانتا . حدقتُ في عيني الشاب بصمت ، كان يتكلم بجدية! .. أحسست بغضبي انجلى ، و حلت محله الشفقة و الحنان ، فسألته بهدوء - كيفَ كانتا؟ - كانتا كعينيكِ .. متألمة ، حزينة ، آسفة و حائرة .. داخله يحترق ، يتمزق! و أنا أحدق في عيني الشاب ، أحسست بالحمرة علت وجهي ، فصددت عنه و لزمت الصمت ، فقال - ماذا حدث بينكما؟ التفت إليه من جديد - ما اسمك؟ صمت للحظة ، ثم أجاب - "ريكس" . - "ريكس" .. هللا فتحتَ الرسالة و قرأتها بصوتٍ واضح . سكنت ملامحه وهو يحدق في ، ثم قال - لمَ لا تقرئها أنتِ؟! - أقرأها أنت ، ما عدتُ أريد قراءة رسائله . و بترددٍ واضحٍ عليه ، فتح الظرف و أخرج منها الورقة ، فتحها .. و صمت للحظة ، استحثثته قائلة و أنا أنظر أمامي - لا تخجل مما كتب ، إقرأ و حسب . وبدأ القراءة بصوتٍ مرتبك (( إلى العزيزة ، الرائعة ، الفاتنة ، الجميلة .. إلى من تملكت قلبي وسلبتني .. إلى من خفقَ لها قلبي . . و انقطع صوتهُ فجأة نظرت إليه ، كان يحدق في الورقة بصمت ، فقلت له - لماذا توقفت؟ ، تابع! أخذَ نفساً و تابع بهدوء (( إلى من خفقَ لها قلبي دون الجميع ، إليكِ يا من أحببتكِ و وهبتكِ كل مشاعري ، إليكِ يا من شاركتني كل أحاسيسي ، إليكِ يا "آماندا" ، فالتعلمي أني أحببتكِ بصدق .. لستُ عابثاً كما تظنين ، لستُ إلا فتىً أستبد به عشقكِ فأصابه بالجنون ، قد أكون أهوى اللعبَ معكِ .. لستُ أنكر ، ولكن ألا يمكنكِ مشاركة اللعبَ من أحبكِ؟! ، ألا يمكنكِ منحي قليلاً من المتعة؟! ، أنا ملككِ يا "آماندا" ، قلبي بين يديكِ ، يرجو عطفكِ لا قسوةً منكِ ، عزيزتي و حبيبتي ، أدميتي قلبي بذرف دموعكِ منذ قليل ، ألمي كان أشدُّ ألماً من ألمكِ .. لم أتخيل يوماً أن أكون سبباً في اهراق ماء عينيك ، انفعالكِ و غضبكِ احرقني ، أسعرَ جوفي .. إن كنتِ احترقتي مرةً فلقد حرقتُ ألف مرة ، تريثي عزيزتي ، ثقي بحبي ، ثقي بأني لستُ عابثاً يروق له العبث بطهرٍ كطهرِ قلبك ، سأمنحكِ وقتاً وراحةً ، إن كان ذلكَ يريحكِ ، و أكرر مؤكداً ، إني أعشقكِ صادقاً ، فثقي بعشقي عاشقكِ المخلص )) عندما انتهى ، قلت له بعصبية - هل فهمت لما أنا غاضبةٌ منه؟! ، يدعي أنه عاشق يريد اللعب مع معشوقته! ، يخفي نفسه غير آبهٍ بالألم الذي يتسبب به لي ، يظن أني سأخدع! ، كم هو مجنون . نظر إلي بهدوءٍ شديد ، ثم قال بنبرةٍ منخفضة - ألا تصدقينه؟ أدرت وجهي عنه ، كان سؤاله حساساً جداً ، قلت بعد تفكير و أنا أنظر إليه - لا أعرف يا "ريكس" ، جزء مني يصدقه ، لكني لا أتقبله! .. لا أتقبل هذه السخرية و التفاهة! أعاد الورقة إلى الظرف و مده إلي قائلاً - خذيها ، برأيي فكري جيداً بما كُتِبَ فيها ، إمنحيه فرصة . وقفت قائلة - احتفظ بها و أعدها إليه كما أخبرتك ، أنا سأعود إلى القاعة ، شكراً لك وعذراً ، لقد أزعجتك معي و سرقت من وقتك كثيراً . وعدت إلى القاعة ، كنت أشعر بقليلٍ من الراحة بعد الحديث مع "ريكس" ، أرجو أن يعثر "ريكس" على ذلك المعجب ليرمي رسالته في وجهه ، يجب أن ينتهي الأمر عند هذا الحد . ============== عدت إلى منزلي و ذهبت فوراً إلى غرفتي ، رميت بنفسي على فراشي متعبة ما حدث اليوم تتكرر أحداثه أمامي ، تشوش رأسي و تغتصب راحتي .. لا أستطيع إلا أن أفكر بما حدث . تذكرت كلمات الرسالة الثانية التي قرأها علي "ريكس" ، كانت كلماته صادقة جداً كما أحسست ، لكن لا أعرف لما أشعر بغضبٍ شديدٍ منه .. لا أستطيع أن استمر معه في هذه اللعبة! تقلبت في فراشي قليلاً حتى غفوت ، ولم أستيقظ من غفوتي إلا على صوت أخي "ألفريد" وهو واقفٌ عند باب غرفتي - "آماندا"؟ جلستُ و نظرت إليه - أهلاً "ألفريد" ، أراك عدت . - نعم جئت الآن فقط ، كنتِ نائمة .. ذلك ليس من عادتك! أشحت وجهي الحزين عنه و لزمت الصمت ، فاقترب مني و جلس بجانبي قائلاً - ما بالكِ يا "آماندا"؟! ، تبدين مرهقة! نظرت إليه في هدوء للحظات ، ثم قلت - أتذكر تلك الرسالة التي حدثتك عنها منذ مدة؟ ، تلك التي تحتوي استفهاماً ! عقد حاجبيه وهو يسترجع ذاكرته ، ثم قال متذكراً - نعم ، قلتِ أنها من معجب . - نعم ، إنها كذلك .. ولقد إستمر في مراسلتي حتى هذا اليوم . - هل حدث شيء؟! ، هل تعرفتي عليه؟ هززت رأسي بالنفي ، ثم قلت - لم أعرف من هو لأنه يرفض إخباري ، لهذا .. قررت تجاهله ، و عدم الرد على رسائله . - لماذا يرفض؟! - لسببٍ واهي ، أعتقد أنه يعبث معي كما أخبرتني سلفاً . - إن كان كذلك ، فحسن فعلتِ .. لا ترهقي نفسكِ بالتفكير في أمره . ثم ابتسم و قال - سأعد طعام العشاء ، ما رأيكِ أن تتصلي بصديقتكِ "سارة" لتتناول العشاء معنا؟ ابتسمت قائلة - أ تريد ذلك؟ - بل من أجلكِ يا أختي! ، هي الوحيدة التي تستطيع أن تحسنَ من مزاجكِ المبتئس . - دعها تمضي ليلتها بهدوء ، كانت غاضبةً مني و نعتتني بالمملة اليوم . ضحك "ألفريد" ثم قال وهو يقف - لا عليكِ ، هي فقط لم تعتد أن تراكِ هكذا ، هيا انضمي إلي بعد نصف ساعةٍ لتتناولي العشاء . - حسناً ، شكراً "ألفريد" . ========= في اليوم التالي ، في المعهد بالتحديد .. كنت أنا و "سارة" نسير في فناء المعهد قبل بدء المحاضرة ، و كنت أتحدث معها - لقد طلبَ مني "ألفريد" أن أتصل بكِ البارحة لتتناولي طعام العشاء معنا . توقفت "سارة" عن السير متفاجئة ، نظرت إلى عينيها المتسعتين و قلت - ما بكِ؟! - هل حقاً طلبَ ذلك؟! - نعم ولكني امتنعت . اقتربت مني أكثر وقالت وهي تحدق في وجهي مبتسمةً بخجل - هل تعنين أنه اشتاق إلي؟! ابتسمت وقلت لها - أحسست أنه كذلك ، لكنه قال بأن تأتي لأجلي ، لقد حزن على حالي البارحة عندما رآني متضايقة .. و بعد أن أعلمته بشأن الإستفهام ذاك ، لهذا طلب أن أستدعيكِ . ابعدت وجهها عني وهي تزم شفتيها و كأن الكلام لم يعجبها ، ثم ضربتني بحنقٍ على كتفي قائلة - ليتكِ هاتفتني ، لما أنتِ حاسدة؟! - لست كذلك ، لكني في مزاجٍ سيء ولن تتحملي مزاجي و ستنعتيني بالمملة كالأمس! - لن آتي لأجلك بل لأجل "ألفريد" . رفعت حاجباي و اتسعت عيناي وقلت لها بانفعال - أنتِ وقحة! ، و تقولين ذلكَ في وجهي؟! - هل أكذبُ عليكِ؟! ، أراكِ في المعهد فلما أشتاقكِ في المساء أيضاً؟! في هذه اللحظة ظهر قبالتنا "ريكس" ، نظرنا إليه متفاجئتين .. فقال وهو ينظر إليّ - مرحباً "آماندا" . - مرحباً "ريكس" . نظرت إليّ "سارة" وقالت تسألني - من هذا الشاب؟! أجبتها - فتىً تعرفت عليه بالأمس ، اسمه "ريكس" . ثم نظرت إلى "ريكس" وقلت أعرفه على "سارة" - صديقتي العزيزة و الوحيدة "سارة" . قال "ريكس" وهو ينظر نحو "سارة" - تشرفت بمعرفتك . - أنا كذلك . ثم نظر إليَّ و أخرج الرسالة من جيبه و قال يمدها إليّ - لم أعثر عليه بالأمس ، لذا أتركيها معكِ . تفاجأت "سارة" وقالت - إنها رسالة يا "آماندا"! ، ما شأن هذا الفتى بها؟! نظرتُ إليها قائلة - أخبركِ بكل شيءٍ بعد قليل . ثم مددتُ يدي والتقطتها من يده ، وأمسكت بها بالإبهامين و السبابتين ومزقتها . شهقت "سارة" وقالت متعجبة - مالذي تفعلينه!؟ ، لما مزقتها؟! رميت قصاصاتها أرضاً و نظرتُ لـ "ريكس" قائلة بانفعال - انتهى أمرها ، آسفة لإزعاجك . تنهد الشاب وقال وهو يعقد حاجبيه - إفعلي بها ما تشائين ، إلى اللقاء . و انصرف مبتعداً عنا . أمسكت "سارة" بذراعي وقالت وقد نفذ صبرها - لما فعلتِ ذلك أخبريني؟! قلتُ بعصبية - لا أريدُ رسائل أخرى ، لقد انتهى كلُ شيء! - و ما علاقة هذا الفتى "ريكس" ؟! - بالأمس بعثه ذاك المعجب ليوصل لي هذه الرسالة ، لكني لم آخذها منه و طلبت منه أن يعيدها إليه ، ولكن المعجب اختفى كما يبرع عادةً في الإختباء! - فهمت! - هيا لنذهب إلى القاعةِ إذاً قبل أن يبدأ الدرس . - هيا . |
|
06-12-2019, 12:22 PM | #32 | |
|
اذا خلصتي الروايه يقرها حريتي اتصلي مثل امنداا
|
|
|
06-12-2019, 03:46 PM | #33 | |
|
هل يمكن ان يكون ريكس هو صاحب الرسائل ؟!.
قاسٍ جداً ما يفعله بتخفيه وما الوم اماندا .. متحمسة جداً للجزء التالي .. ع رغم من تحمسي الا انني لا اود ان تنتهي سريعاً .. بشوق لكِ مرجانة .. |
|
|
06-12-2019, 07:07 PM | #34 | |
|
صراحة شي يحرق الاعصاب واتوقع انه هو نفسة
ريكس بنتظار باقي الاحداث ربي يسعدك ي مبدعة |
|
|
06-13-2019, 09:40 AM | #35 |
• رونق التـ🌷ـوليب •
|
ههههههههه حبيبيت توقعاتكم
و سلامتك أنثى من حرق الأعصاب سعيدة بحماسكم مشكورين الجزء السادس بعد قليل |
|
06-13-2019, 09:43 AM | #36 |
• رونق التـ🌷ـوليب •
|
الجزء السادس ••❓
هذه الفترة مرت عسيرةً علي! ، أن أشتاقَ إلى صاحب الرسالة و أمنعُ نفسي عنه ، ليس بالأمر السهل .. أن تضغط على نفسك و قلبك .. أمرٌ صعب و لا يحتمل! .. لما نكابر يا ترى؟ ، لما لا نسمح لأن تمر الأمور بسهولة ؟
لما ندمر قلوبنا العطوفة و المحبة!؟ كان الندم يتسلل إليَّ أحياناً لأني لم أجيب على رسالة المعجب الأخيرة فوراً ، وكنتُ أعزي نفسي بأنه لم يفت الأوان بعد ، وكلما قررتُ الكتابة إليه .. تراجعت! هكذا يعبثُ بنا الكبرياء . بعد يومان ، كنت في المعهد جالسةً وحدي أتناول طعامي في وقت الإستراحة ، و بينما أنا كذلك .. جاء الفتى "ريكس" و جلسَ بجانبي قائلاً - مرحباً يا جميلة . نظرت إليه باستغراب ، و قلت بهدوء - هذا أنت؟ ابتسم و قال - عندما نقول مرحباً ، بما يرد علينا الناس يا ترى؟! ابتسمت وأنا اشيح بوجهي عنه و أجبت - أهلاً بك . - أراكِ وحيدة ، أين صديقتك "سارة"؟ - تغيبت اليوم لأنها متوعكة . ثم نظرت إليه - ماذا عندك ؟ رفع حاجبيه و أجاب - لا شيء ، رأيتكِ تجلسين وحدكِ فأحببتُ الإنضمامَ إليكِ ، في الواقع أريد الإطمئنان عليكِ . - تطمئن؟!! - لم تكوني بحالٍ جيد منذ فترة بسببِ صاحبِ الرسالة . قلت دون اكتراث - لا تهتم ، تجاوزت الأمر و لم يعد أمره يهمني . - حقاً؟! - حقا . هز رأسه بصمت .. ثم قال سائلاً بهدوء - هل كنتِ تحبينه؟ حدقت في وجهه بغضبٍ و قد فاجأني سؤاله ، حينما نظر إلي و فهم إنزعاجي من سؤاله ، ضحك و قال مهدئاً - حسناً حسناً ، لا أقصد التدخل ، كنت أسأل فقط . صددت عنه و ألتقطت قارورة الماء خاصتي و وقفت مغادرة ، استدرت عنه ومشيت ، ولكنه تبعني و مشى بجانبي سائلاً - أ ليس لديكِ صديق؟ توقفت عن المشي و التفتت إليه ، فتابع مبتسماً - صديقٌ وسيمٌ مثلي؟! بينما أنهى كلماته ، فتحت قارورة الماء و رششت مافيها على وجهه .. أصدر شهقةً خافته ثم قال بانفعال - ماذا تفعلين؟! أصدرت ضحكةً صغيرة و قلتُ بشقاوة - هكذا أتعاملُ مع الوسيمين أمثالك! - ما الذي فعلته!؟ رفعت كتفاي و قلت بسخرية - لا شيء ، لكن كف عن ملاحقتي! قلت هذا و استدرت و الأبتسامة ملء فمي متابعةً سيري عائدةً إلى القاعة ============== في صباح اليوم التالي ، كنت برفقة "سارة" صديقتي عند باب المعهد ، دخلنا إلى الداخل و توجهنا مباشرةً إلى القاعة .. و عندما اتخذنا مقعدينا ، انحنيت نحو درج طاولتي أنظر إلى داخله .. ثم اعتدلتُ في جلستي بخيبة . سألتني "سارة" - تبحثين عن رسالة من ذاك المعجب؟! هززت رأسي بالإيجاب و قلت في هدوء - لعله لن يراسلني بعد الآن . - أ ليس هذا ما كنتِ تريدينه؟! - صحيح ، و لكن لم أتوقع أن يتراجع بهذه السهولة عن مراسلتي! قالت "سارة" دونما اكتراثٍ و هي تحرك يدها اعتباطاً - ليذهب بعيداً ، يجب أن تكوني شاكرة يا "آماندا"! ، تخلصتي من عابثٍ لا تعلمين كيف ستسير الأمور معه في النهاية . - لعله لا يعبثُ يا "سارة" ، كانت رسالته الأخيرة صادقة! حدقت في وجهي بصمتٍ و حيرة ، فأصدرتُ تنهيدةً ثم قلت - لكن طالما أن الأمر انتهى ، فيجب أن انسى و أخرجه من عقلي . - نعم يجب أن تفعلي . أخذت نفساً و استندت على مقعدي و الأسى يعتصرني ، ما كنتُ أريد أن تؤل الأمور إلى هذا الطريق .. ما كنتُ أريد! و مضت المحاضرات مملة بطيئة ، لم استوعبها كثيراً لتفكيري بصاحب الرسائل ، أو المعجب ، أو العاشق كما يدعي .. كنتُ أفكر أن أكتبَ له إن لم يكتب لي هذه الفترة ، لكن كيف أوصلها إليه!؟ بدا الأمر مستحيلاً فعدلت عن هذه الفكرة ، لا فائدة أن أكتبَ إليه وهو لم يرشدني إلى طريقه و لم يسعفني باسمه على الأقل . و في فترة الإستراحة ، كنت و "سارة" جالستين نتناول طعامنا في المقصف .. و بينما نحن كذلكَ أقبل إلينا "فرانك" قائلاً - مرحباً "سارة" ، "آماندا" رددنا التحية - أهلا بك . جلس في المقعد الذي بجانب "سارة" و قال و هو يرفع كتاباً في يده - أنظري يا "سارة" ، هذه هي الرواية التي أخبرتكِ عنها الأسبوع الماضي .. رائعة جداً و أحداثها مليئة بالغموض و الإثارة! لمعت عينا "سارة" وقالت بحماس - جميل! ، كنتُ متشوقة لقراءتها . - هذهِ هي بين يديكِ الآن . فجأةً على الحزن وجه "سارة" و قالت بأسى - عذراً "فرانك" ، نسيت إحضار روايتك التي استعرتها منك الأسبوع الماضي . ابتسم و قال - لا تكترثي .. لكن أخبريني كيف كانت؟! في هذه اللحظة انهيت طعامي ، و قفت قائلة - حسناً "سارة" ، سأسبقكِ إلى القاعة الآن . نظرت إليَّ قائلة - حسناً . و عادت تتابع حديثها مع "فرانك" ، حملت كأس قهوتي و ابتعدتُ عنهما .. غادرت المقصف و مشيت في الممر مغادرة ، و بينما أنا كذلك ظهر قبالتي فجأة "ريكس" مهرولاً .. كاد أن يرتطم بي لولا أني مددت يدي اليسرى خوفاً من أن يرتطم بي و تسكب القهوة علي! توقف "ريكس" عند يدي . لم يصطدم بي ، ومع ذلك قهوتي لم تنجو من الحادثِ و سكبَ منها على بلوزتي . وقفَ "ريكس" يحدقُ بي بذعر و قال - أعتذر! ، هل احترقتي؟! وجهتُ له نظرات الغضب ، من حسن الحظ لم تكن القهوة ساخنة كثيراً . قلت بعصبية - لما تهرول هكذا في الممرات!؟ ، متى ستنضج أيها الفتى!؟ أقتربَ مني قائلاً بقلق - أخبريني الآن ، هل تأذيتي؟! .. دعيني أرى . اتسعت عيناي تعجباً و أشرت له بالتوقف قائلة - ماذا ترى أيها المعتوه؟! .. لا تقلق لم تكن القهوة ساخنة كثيراً .. أنا بخير . و نظرت إلى بقعة القهوة على بلوزتي بقهر و أضفت بحزن - عدى بلوزتي الزرقاء الأنيقة . أمسك بيدي قائلاً - تعالي معي ، لننظفها قبل أن تجف القهوة عليها ، سيسهل إزالتها الآن . صرخت في وجهه و أنا أسحب يدي - لقد أفسدت بلوزتي أيها المزعج ، أتركني و شأني الآن . قال بإصرار - لا لن أفعل ، تعالي معي . و أمسكَ بيدي و قادني إلى دورة المياه ، وعند وعاء الغسيل .. سكبت ما تبقى من القهوة و رميت بالكأس الورقي في القمامه ، قال "ريكس" - أنا حقاً أعتذر ، لقد أفسدتُ مزاجكِ على ما يبدو . قلت بانفعال - كثيراً! فرأيته فجأةً يخلع سترته الرمادية ليظل بقميصه الأبيض و مده إليَّ قائلاً - أدخلي الحمام و استبدلي ثيابكِ حتى ننظف بقعة القهوة . نظرت إليه بتعجب غير مستوعبة ما يقول .. فضحكت و قلت - هل تسخر!؟ - لا لستُ أسخر ، كيف ستنظفينها و أنتِ ترتدينها؟ .. ستتبللينَ كثيراً! انفجرتُ من الضحكِ و أنا أنظر إلى سترته ، فضحكَ هو الآخر و قال - راقَ لكِ الأمر؟! فهدأتُ و قلت . - لا أصدقكَ حقاً ، تريد مني أن أرتدي هذا!؟ ، كيف سأبدو؟! - أسرعي ، أسرعي فقط و إلا فإن القهوة لن تزول أبداً . أخذت سترته و الإبتسامة تعلو وجهي ، و دخلت إلى الحمام و ارتديت سترته ، عادت لي نوبة الضحك من جديد .. كان مظهري غريباً و مضحكاً بسترةِ "ريكس"! خرجتُ من الحمام بارتباك ، اختلست النظر هنا و هناك .. فقال "ريكس" - لا تقلقي ، المكان خالٍ .. أسرعي و حسب . تقدمت نحوه بخجلٍ و قلت - أبدو مضحكة أ ليس كذلك؟ - على العكس . قال هذا و أخذ البلوزة من يدي قائلاً - سأنظفها عنكِ . ابتسمتُ و أنا أنظر إليه و قلت - تبدو لطيفاً أكثر من المعتاد! أجابني وهو يفتح صنبور الماء - لم تتعرفي عليَّ جيداً ، أنا لطيف دائماً . قال هذا و أدخل البلوزة كلها تحت الماء ، فشهقت دهشةً و أسرعت نحوه لأخذ بلوزتي من يديه قائلة بقهر - بل أنتَ فاشلٌ في كل شيء! .. لما بللتها كلها بالماء؟ ، متى ستجف الآن؟! نظر إليَّ متفاجئً و قال بصوتٍ منخفض - لم يخطر ذلكَ ببالي! قلت بغضبٍ و أنا أدفعه - ابتعد ، ابتعد .. لقد أفسدتَ كل شيء . و صرت أغسل أثر القهوة بحزنٍ شديد ، فقال - لا فائدة الآن ، لقد تبللت و انتهى الأمر . - كل ذلك بسببك! ، كيف ستجف الآن!؟ - أجدُ حللاً لا تقلقي . قلت بسخريه - هه! ، لم أعد أثق بك . ضحك بهدوءٍ و قال - لا تحزني "آماندا" ، حقاً لم يخطر ببالي! ، ثم لا بأس .. امضي بقية اليوم في المعهد بسترتي . أغلقت صنبور الماء بعد أن انتهيت و استدرت إليه قائلة و أنا أعبسُ بوجهي - لا تضحكني ، كيف سأخرج أمام الجميع بسترةٍ شبابية!؟ - إنها تليقُ بكِ . اتسعت عيناي بعصبية و حدقت فيه بغضب ، فقال متداركاً - أعني ، لستِ سيئة .. ليس مخجلاً أبداً! .. صدقيني . قال هذا و أمسك بالبلوزةِ و عصرها بقوةٍ ليخرج ما فيها من الماء الزائد . بعد أن انتهينا ، خرجنا من دورة المياه .. كان الجميع قد ذهب إلى القاعة لاستئناف الدروس ، فزال عني الإرتباك و أنا أخرج بسترةِ "ريكس" المجنون . سرنا في الفناء حيث الهواء الطلق ، كان الهواء قوياً ومنعشاً .. نظر إليَّ مبتسماً - لنلوح بها هنا حتى تجف . ضحكت و قلت - كفّ عن السخرية . ضحكَ هو الآخر و قال - لست أسخر . و نشر البلوزة و أخذ يلوح بها في الهواء و قال - ما رأيكِ؟! أصابتني نوبة ضحك مجنونة ، فضحكت بصوتٍ عالٍ و أنا أحاول أن أتكلم - توقف أيها المجنون! ضحك هو الآخر و هو لا يزال يلوح بها .. لم أتوقف عن الضحكِ بسهوله ، بل استمريت في الضحكِ حتى توقف عن التلويح بها ، ثم ذهب نحو إحدى النوافذ و ربطها بها ، قلت له باستغراب - أيها الأبله ماذا تفعل؟! ، ستعلق بلوزتي هنا؟!! أقترب مني و قال - هل لديكِ حلٌ آخر؟! ، أم تتوقعين مني أن أمسكَ بها عند الهواء حتى تجف؟ قلت بصوتٍ منخفض - أنتَ أبله! - هيا عودي للقاعةِ لتلحقي بدرسكِ الآن يا "آماندا" ، هيا! ابتسمت إليه و قلت - حسناً ، شكراً لك . و استدرتُ ذاهبةً إلى القاعة ، و نسيتُ تماماً أمر سترة "ريكس" التي أرتديها! ، لم أتذكر أمرها إلا بعد أن جلستُ في مقعدي و سألتني "سارة" بهمس - متى استبدلتي ثيابكِ؟! حينها تذكرت ، و ضعت أصابعي على شفتي بخجلٍ و همستُ لها - أخبركِ بعد الدرس . ================== بعد أن انتهى وقت المعهد .. غادرت أنا و "سارة" عائدتين إلى منزلي ، وكنت أثناء طريق العودة أحكي لها سبب ارتدائي سترةَ "ريكس" .. و عند باب منزلي كنتُ قد ختمت الحكاية! - هذا كل ما حصل يا عزيزتي ، لكن لو ترين "ريكس"! ، إنه معتووه! قلت ذلك و ضحكت .. فقالت "سارة" ضاحكة - يبدو أن الفتى "ريكس" مرحٌ و لطيف . فتحت باب المنزل ودلفنا إلى الداخل ، أجبتها بعد أن جلسنا على الأريكة - إنه كذلكَ فعلاً ، لقد انتشل حزني و أسفي بمرحه .. رغم أنه أغضبني كثيراً عندما سكبَ القهوة علي . - صحيح ماذا قررتي بشأن صاحب الرسائل؟! فقدت ابتسامتي و مرحي حينما ذكرت "سارة" أمر المعجب ، فقلت لها بهدوءٍ و ألم - لا أعرف ، لكن سأحاول أن أصل إليه . - كيف؟! صمتت و لم أعرف بماذا أجيب ، كيف أصل إليه؟! .. و هو اختفى دون أن يترك خلفه أثراً استطيع تتبعه للوصول إليه . في هذه اللحظة وصل أخي "ألفريد" ، فتح الباب و تقدم نحونا قائلاً - مرحباً . و ما أن وقعت عيناه على "سارة" حتى لمعت عيناه و اتسع فمه كاشفاً عن ابتسامةٍ جميلة لا أراها دائماً! - "سارة" هنا! .. كيف حالكِ؟ نظرتُ إلى "سارة" التي سرعان ما صعد الدم إلى وجهها ، و قالت بخجل - بخير ، ماذا عنكَ يا "ألفريد"؟ - بحالٍ ممتاز! ، من الجيد أنكِ هنا ، أختي لم تكن بحالٍ جيد منذ فترة ، أخبرتها أنكِ أنتِ الشخص الوحيد القادر على إدخال السرور في قلبها . ضحكت "سارة" بهدوء و قالت - كم أنتَ لطيف ، إطمئن إنها بخير الآن . قلت لـ "ألفريد" - طلبتُ منها المجيء معي لأجلكَ في الواقع . رفع حاجبيه وقال - حقاً!؟ - نعم أعرف أن وجودها يسعدك ، لذا طلبت منها أن تتناول العشاء معنا الليلة . ابتسم بسعادة و هو ينظر إلى "سارة" التي أنكست رأسها بخجلٍ و هي تعض على شفتها ، ثم قال - فعلتِ الصواب يا "آماندا" ، سأحضر أجمل مائدة على شرف "سارة" العزيزة هذه الليلة . نظرت إليه "سارة" و قالت بصوتٍ منخفض بدا كالهمس - شكراً لكَ "ألفريد" . - عن إذنكما الآن . قال هذا و انصرف إلى غرفته . فوكزت "سارة" على خاصرتها وقلت بمكر - ما رأيكِ بي؟ .. أ لستُ مدهشة؟! ، أنظري كيف لمعت عينا "ألفريد" . قلت هذا و انفجرت ضاحكة ، فتشبثت بذراعي قائلة بخجل - أخفضي صوتكِ يا "آماندا"! ، سوف تفضحينا! - هيا بنا إلى غرفتي إذاً . - هيا . ========= بعد العشاء ، و بعد أن غادرتنا صديقتي "سارة" .. ذهبت إلى غرفتي و سرت نحو طاولتي . توقفت عندها ونظرت إلى العلبة المكعبية الحمراء ، حدقت فيها و أنا أسترجع بعضاً من كلام ذلك المعجب .. تقدمت عند الطاولة و جلست على الكرسي ، أخذت العلبة و قربتها مني .. فتحتها و أخرجت عدة أظرفٍ منها . حدقت فيها و في ما كُتِبَ عليها (( إلى العزيزة "آماندا" من عاشقكِ المخلص )) ، (( إلى العزيزة "آماندا"رسالة من عاشق )) ، (( إلى العزيزة و الجميلة "آماندا" رسالة من عاشقكِ المخلص )) .. أعتراني حزنٌ و شوقٌ عميق .. أحسست بنارٍ تستعر في قلبي ، أحسستُ بالإختناق و الغصة في حنجرتي ، فأخذتُ نفساً .. و مع زفرةٍ أطلقتها انسكبت دمعتين من عيوني . كتمتُ بكائي ، و تركتُ الرسائل جانباً ، و مددتُ يدي لألتقطَ قلماً و ورقةً بيضاء .. تمالكتُ نفسي و أخذتُ نفساً من جديد ، ثم بدأتُ أكتب . (( إلى من تخلى عني ، و فضل الغياب و الهجر ، إلى من تركني أعاني فقد كلماته .. بعد أن أدمنتها و أحببتها ، إلى من مزقني ، و نسيني بعدما كان يدعي العشق ، إلى من جعلني أكتبُ إليه بمداد دموعي ، إليكَ أيها الغائبُ المجهول ، الذي غابَ عني دون أن يتركَ خلفه أثراً يرشدني إليه ، الذي غاب دون أن يلتفت نحو الهشيم الذي خلفه في قلبِ "آماندا" المسكينة ، "آماندا" اليوم تعلن إليكَ انهزامها و ضعفها .. تعلن استسلامها ، تعلن خضوعها لرغبتكَ في الإختباء ، لن يهمني من تكون .. لأني بعد أن أدمنت كلماتكَ لا أستطيع التخلي عنك أبداً ، وبما أنكَ ستظهر قبالتي قريباً كما وعدتني .. فسأستمر معكَ في هذه اللعبة ، سأستمر .. لأني إن لم استمر فسأحرق بنار شوقي ، مشتاقةٌ إليك .. مشتاقةٌ إلى حروفك ، مشتاقةٌ إلى كل تفاصيلكَ التي كنتَ تتشاركني إياها ، أشتاق لقراءة اسمي في أوراقك .. اشتاق لذاك الظرف المورد ، و إلى العبارة التي تكتبها عليه .. أشتاق إلى كل شيءٍ متعلقٌ بك .. ما يمزقني أني لا أعرفُ إليكَ سبيلاً و لا دليلاً يرشدني إليك ، سأسعى للوصول إليكَ حتى تصلكَ رسالتي هذه ، حتى تحتضنها يديك .. و أرجوك أيها العزيز ، عندما تصلكَ رسالتي أجبني برسالةٍ بسرعة ، أسعف قلبي الذي يحترقُ شوقاً للقياك ، اليوم قررت الإفصاح إليكَ بكلمةٍ لم انطقها لكَ من قبل ، اليوم سأقول أني أعشقك ، أحبك ، أهواكَ .. أتنفسك ، أنا خسرتك يوم أن قررتُ الصمت ، لكنني اليوم سأكتب ، سأعود .. لن أتجاهلَ رسائلكَ من جديد .. لإن الحرمان منها لا يطاق ، لا يطاق .. سأنتظر رسالتك ، فلا تخذلني ، و اصفح عني ، و اكتب لي . العاشقة "آماندا" )) |
|
|
|