بسم الله الرحمن الرحيم
من منا لا يعرف البخاري وصحيحه
منذ الصغر نسمع كلمة [ أصح كتاب
بعد كتاب الله صحيح البخاري ولكن نجهل
عن حياته والتعريف به سوف اطرح نبذة
بسيطه عن الشيخ والعالم الكبير
الامام بخاري رضي الله عنه
(1)
كان إسماعيل بن إبراهيم بن المُغيرة
من تلاميذ الإمام مالك و روى عنه
و عن حماد بن زيد كثيرًا من الأحاديث
رضى الله عن الجميع و قد أسلم المُغيرة
جد إسماعيل على يد اليمان الجعفى
فنسبوه إليه فكان يُقال له إسماعيل
بن إبراهيم بن المُغيرة الجعفى و لم تكن
زوجة إسماعيل بأقل منه صلاحًا بل ثبتت
لها كرامة تواتر ذكرها فى كتب المُؤرّخين
و هى أن طفلها الصغير محمدا-فقد بصره
فدعت الله تعالى أن يرده عليه،و ذات ليلة
أتاها أبونا إبراهيم صلى الله عليه و سلم
فى المنام و بشّرها بأن الله تعالى قد استجاب
لكثرة دعائها و استيقظت لتجد الغلام مُبصرًا
بقدرة الله و حوله و قوته و بعد وفاة زوجها
حرصت على تعليم الصبى فأرسلته
إلى مكتب التحفيظ ببلدها بخارى
مدينة تقع الآن فى جمهورية أوزبكستان
بآسيا الوسطى
و هناك أتم محمد حفظ القرآن الكريم
قبل أن يبلغ العاشرة من عمره و لأن كُل مُيسّر
لما خُلق له"كما أخبر النبى صلى الله عليه و سلم
فى حديث رواه البخارى نفسه فقد ظهرت
عليه علامات النبوغ المُبكّر و رزقه الله تعالى
ذاكرة حديدية نادرة وألهمه حفظ الأحاديث
النبوية الشريفة فلزم مجالس المُحدّثين
وأخذ عنهمكل ما فى جعبتهم و كان يحفظ
من الأحاديث الشريفة فى أيام ما يستغرق
غيره فى حفظه شهورا و سنوات و لا يكتب
عند شيوخه بل يسمع منهم مرة واحدة
فيحفظ ما سمعه فورا عن ظهر قلب
و يكتب رفاقه،ثم يُراجعون و يُصحّحون
ما كتبوا على ما حفظ البخارى
وكان ينظر فى أى كتاب مرة واحدة فيحفظه
فورًا لا يُسقط منه كلمة ! و من العجائب
التى وقعت للنابغة الصغير أنه ردّ على أحد
شيوخه الكبار،و صحّح له إسناد حديث
و كان -حينها-فى سن الحادية عشرة و كان
المُعلّم هوالداخلى أحد أئمة الحديث فى بخارى
فى ذلك الوقت فنهر الصغير،لكن محمدا لم
يسكت،و قال لشيخه بشجاعة و ثبات:ارجع
يا أستاذنا إلى الأصل المكتوب إن كان عندك
و دخل الرجل منزله،و راجع النسخة المكتوبة
فوجد سلسلة رواة الحديث بالضبط كما قال
تلميذه فأثنى عليه،و دعا له..و من البشريات
أيضا ما جرى له بمجلس أحد كبار علماء
المنطقة،إذ سأل أحد الحاضرين الصبى
عن عدد ما كتب فى ذلك اليوم من أحاديث
نقلا عن شيخه،فأجاب البخارى كتبت
حديثين فضحك بعضهم-و كأنه يحسبون
ما كتب قليلا-فقال لهم الشيخ ذو البصيرة
المُضيئة: لا تضحكوا منه الآن،فلعلّه يضحك
منكم يوماو بالفعل أصبح البخارى أحد أعلام
الإسلام بينما لا يعرف أحد أسماء من ضحكوا
منه فى صغره !..و كذلك توسّم فيه الإمام
أبو حفص أحمد بن حفص الخيرو قال
لمن حوله ذات مرّة بعد انصراف البخارى
هذا شاب كيّس أرجو أن يكون له صيت
و ذكر وبالفعل وقع ما أخبر به الرجل المُلهم!
و دعا له أحد شيوخه-عبد الله بن منير
و هو من كبار الزاهدين الصالحين قائلا:
يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة
و يرى الإمامالترمذي أن الله تعالى
قد استجاب له فيه
و من البشارات كذلك
أنه عندما دخل الصغير البخارى على المُحدّث
الجليل سليمان بن حرب نظر إليه طويلا
و قال لمن حوله: هذا يكون له يوما صوت
و صدقت فراسة العالم الربانى فلم تمض
إلا سنوات،حتى صار البخارى ملء
السمع والبصر