أشهدتَ مقبرتي؟( 1 )

أشهدتَ مقبرتي؟
جزء ( اول )

إيقاعاتٌ من الجهل .. ومعزوفة من البراءةِ يتلذذ بها
كل رجلٍ يحب أن تكون أنثاه جاهلةً يعلمها هو ما
قد يشيك عليها من أمور.
وياله من أمرٍ جميلٍ أن تكون فتاتكَ متعلمةً ومتخرجةً
من جامعة الحياة وأنت من علمتها ..
لكنّ الشيء إذا زاد عن حده ... إنقلب ضده

هذه المقولةُ آمنت بها منذ أن عشت في خضم سواياها
تزوجت صغيرةً لا أفقهُ شيئاً. أنثى بريئة تبلغ من العمر 13 عاماً.
فائقة الجمال حتى وإن لم يكن جمالي قد نضج
لا أقول ذلك إعتزازاً أو غروراً، لكن صديقاتي هن من كن يقلن هذا.
منذ أن تزوجت ذاك الرجل البالغ من العمر 28 عاماً وأنا أزداد بلاهة.
شيءٌ مضحك لكن هذا ما كان
لم يكن الزواج رغبةً مني فأنا ليس بإمكاني
أن أفرض كلمتي أو أبدي رأيي أمام مجتمع الكبار
، فقط كنت أمشي كالرجل الآلي خلفهم، أو بتعبيرٍ أدق "كالجرسون"
فالرجل الآلي صنع بشرٍ ليس له مشاعر أو أحاسيس
أما "الجرسون" فهو بشر، يمشي تابعاً لكل من يطلبه ..
وأنا كنت كذلك
وكما يقول والدي "المرأة لا بيت لها إلا بيت زوجها"

في الأشهر الأولى من زواجنا كنت أشعر بأنه سعيدٌ معي،
سعيدٌ بأن فتاته جاهله. وأنا كنت أرى نفسي مجرد بلهاء
في كلّ أمرٍ أستشيره، حتى في شراء الملابس
ليس ذنبي أنني لم أعش مع أخواتٍ أكبر مني، وليس ذنبي
أنّ أمي متوفاة منذ أن كنت صغيرة، وليس ذنبي أن والدي
قد وافق على زواجي به في هذا العمر المبكر،
وليس ذنبي أيضاً أنه أختارني.
صحيحٌ أن في زمن أجدادنا كانوا يتزوجون في هذا العمر
لكن ذاك الزمن مختلفٌ إختلافاً جذرياً عن جيلنا هذا، و صحيحٌ
أن جيلنا هذا يعلم كل صغيرةٍ وكبيرة لكن لتغيير هذه الفرضية
فأنا أجيب عليها بأنها خاطئة. فأنا كمثالٍ حيٍ أمثل أجهل فتياتِ
المجتمع وهذا فخرٌ لي
لست محرجةً من كوني جاهلة بل إنني أعتز بذلك
شيءٌ غريب أليس كذلك!!
لكن هذه هي الحقيقة، فكوني مغفلةٌ جعلني أعرف الحياة بمراحل مناسبة
وكوني مغفلة جعلني أميز بين البشر وأفهمهم تدريجياً وليس دفعةً واحدة
وكوني مغفلة جعلني أصبح حكيمةً في الحياة أميز الخطأ من الصواب
فما مررت به جعلني أكبر بعقلٍ ناضج لا وقح


قلمي أنا
آهات الياسمين
عاشق القيصر
اسلام دويكات
نابلس - فلسطين


يتبع ...............
اتشرف بكم وفي متابعتكم

عبير الجوري ,ورد معجبون بهذا