#1
|
|||||||
|
|||||||
أيُّها الكاتب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكاتب أروى المرشدي أيُّها الكاتب: حين وَهَبَك الله مالم يَهَبْ غيرَكَ من الآخرين، وحين اصطفاك لتكون رسولاً للعربية، رافعًا رايتَها في المحافل، هذا لا يعني أن تكون ناطقًا بالعربية فقط، مخلًّا بأخلاقِ أهلِها من السَّلف! أيُّها الكاتب، بينك وبين الهاوية فاصلةٌ، أنتَ مَن يُحوِّلها لنقطة تنهي بها كلَّ ما يعكِّر مسيرتك الأدبية، من شوائب تضرُّ بها؛ لتبدأ الحكاية بسطر جديد، تَخطُّه يمينُك التي ستُسأل يومًا عمَّا كتبت! أيُّها الكاتب، أجزمُ أنَّ القلم الذي يكتب عن الهوى وأهلِه بهذه الدِّقة قادرٌ أن يكتب لنا عن الوَثْبة الكبرى في الرجل المسلم ضدَّ نفسه، وسلطان هواها، فيعلِّم الآخرين كيف يعشقون واحدةً، وكيف يدارونها عن العيون، وتتجلَّى في حروفه غَيْرةُ الرجل الشَّرقي التي تَبهر كلَّ امرأة واعيةٍ، وتترك الرِّفاق يتساءلون: مَن تكون تلك الجوهرة، من تكون؟! أيُّها الكاتب، حبَاك الله بسلطة على الحرف؛ لتطوعه كما تشاء، فهو طوعُ يمينك، وفي كل نازلة يقول لك: هيتَ لك، هلّا قلت له لحظة الضَّعف: معاذ الله، إنِّي أخاف الله ربّ العالمين، وجعلته يركن إلى جذع قصيٍّ حتى تهدأ ثورته ويتَّقي الله ربَّه! أيُّها الكاتب، قلمُك هو أنت، نراك من خلاله، نسمعُ وَقْع هواجسك فيه، نقرأ ما بين السُّطور وما خلفها، فكن واثقًا أن القارئ يُجيد قراءتك وكتابتك ورسمك، وينتظر منك أن تحاكي الهوان فيه، وتمد له يد العون والخلاص. أيُّها الكاتب، حروفُك التي تسخِّرها لإغواء الفتيات والإيقاع بهنَّ، هي ذاتها الحروف التي ستسطِّرُ للعالم قصَّة مأساتك حين تنالُ منكَ يد القدر، وتطبِّق فيك القاعدة الرَّبّانية: كما تَدين تدان! فاحذر؛ لأنَّ بعض الأقلام نِقْمة، فاجعلها نِعمةً تنفعك ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. في رعاية الله |
|
|