جديد المواضيع
|
مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
جبر الخواطر على الله عبادة ايمانية وخلق اسلامي نبيل
جبر الخواطر على الله عبادة إيمانية و خُلق إسلامى نبيل ****************** إن جبر الخواطر ( خُلُقٌ و عِبادةٌ ) تخفيان على كثيرين ، هل كنت يوماً ما مجروحاً تشعر بالألم من موقف بعينه ، و كنت تنتظر من يجبر خاطرك ؟ هل تعرضت يوماً لكسرٍ ما حسياً أو معنوياً و كنت محتاجاً لمن يجبره ؟ لا شك أن كثيراً منا أو كلنا كان كذلك يوماً ما ، و انتظر جبر خاطره ، بعد أن كُسِرَتْ نفسُه أو فُطِرَ قلبُه أو أُرْهِقَ جسَدُه . إن جبر الخواطر أكثر عبادة مهجورة مع أننا نردد طوال الْيَوْمَ « جبر الخواطر على الله » و " ربنا يجبر بخاطرك "، دعوة نسمعها كثيرا ، و بشكل خاص من كبار السن ، و لكن قد لا يعلم معناها كثيرون ، و لا يدركون سرها و عظمتها . فما المقصود بعبادة جبر الخواطر ؟ لاحظوا أولا الكلمة « جبر الخاطر » و عكسها « كسر الخاطر ». " جبر الخاطر " المقصود به مداواة القلب ، و " الجبر " يكون مداواة " للكسر "، و تأتي منه " الجبيرة "، و التي تداوي كسر العظام . أن كلمة " الجبر " من " الجبيرة " التي نضعها على العظم المكسور حتى يلتئم ، و عكس كلمة " الجبر " هي كلمة " الكسر " الذي يؤلم الجسد و لا تلتئم بسهولة و يترك الكسر شروخا و يحتاج وقتا للعلاج .. و الخاطر هو القلب أو النفس فيُقال أخذ على خاطره .. بمعنى حزن و تأثر قلبه . أن " جبر الخواطر " من أكثر العبادات ، التي يمكن أن يتقرب بها الإنسان إلى ربه أن " جبر الخواطر " كلمة و فعل له طاقة إيجابية كبيرة تنعكس مردودها على الإنسان من فعل و رد فعل و عبادة جبر الخواطر هي العبادة الأولى التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، و هى قبل عبادة الصلاة و الصيام ، فقال تعالى " أرأيت الذي يُكذب بالدين " بمعنى يكفر بما أنزله الله ؟ " فذلك الذي يدُع اليتيم " يعني يكسر خاطر اليتيم ".. و لا يحُض على طعام المسكين " يعني يطرد المساكين و لا يجبر خاطرهم ! " فويل للمصلين " و هى ثالث شىء قاله تعالى في كتابه و هى الصلاة ! بمعني أن أول شيئين ذكرهما الله جبر الخاطر في المرتبة الأولى ثم المرتبة الثالثة الصلاة !! إن جبر الخواطر طاعة يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه و تعالى ، بشرط واحد هو أن يكون هدف هذا الإنسان أن ينال رضا الله عنه . و جبر الخواطر بسيط جدا و لكن الإيجو أو الأنا دائما عند البشر يطغى . نخشى من أى فعل من ناحيتنا في معظم الأحيان من أجل أنفسنا أو الأنا المتضخمة داخلنا . في العلاقات الزوجية مثلا لا يجبر الزوج خاطر زوجته لأن تطييب الخاطر في ثقافتنا الخاطئة التى تربينا عليها تقليل قيمة .. في شجاراتنا تجدنا نفكر في أنفسنا قبل غيرنا و لا نحاول أن نضع أنفسنا مكان الطرف الآخر . و نفكر دوما بمنطق لماذا أفعل أنا هذا و لا يفعله هو ؟ لماذا أبدأ أنا في الاعتذار و لا يبدأ هو ؟ و كالعادة معظمنا لا يعترف حتى أمام نفسه بأنه مخطئ .. مع أننا من الممكن بكلمة طيبة صادقة أن نذيب جبلا من الجليد .. جبر خاطر غيرك سينقى قلبك أنت . اجبر بخاطر أهلك فأنت لا تضمن إلى متى هم معك .. اجبر بخاطر أصدقائك فالكلمة الطيبة صدقة ، و جبر الخواطر صدقات موزعة .. إن لجأ إليك أحد أعنه و لا تستفرد به أو تستغل ضعفه أو حاجته إليك فتؤنبه أو تتخل عنه .. إن أتاك شخص محبط أو حزين طيب خاطره ، لا تشعره بندم أنه أظهر ضعفه أمامك فأكثر ما يكسر خاطرنا هو البكاء أمام من لا يُقَدِّر دموعنا .. جبر الخواطر سيرقق قلبك ، و الله مع القلوب الرقيقة ( الله مع الجميع و لكن أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة أقرب إلى خالقها لنقائها ).. اجبر خاطر محتاج حتى لو كنت عاجزا عن مساعدته ، بكلمة أو بنصيحة على أضعف الإيمان ، و إياك أن تشعره بعجزه .. فإن لم تستطع جبر الخواطر ، فعلى الأقل لا تكسرها اجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم .. الحياة أصبحت صعبة جدا و النَّاس فيهم من حولته الظروف إلى قاس أو منغلق أو جامح نحو الدنيا . فلنخفف وطأتها بجبر الخواطر .. إلى كل من جبر خاطرا سلام .. سلام على القلوب الطيبة التى أينما مرت أزهرت ..
|
|
|