جديد المواضيع
|
مقتطفات عآمة بحر الموضيع العامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حَدَثٌ في الذّاكرة ( 9 | يونيو )
اليوم : الجمعة
التاريخ : 9 | يونيو شطبتُ بالقلمِ الأسود على التاسعِ من يونيو ، كم يخنقني هذا التاريخ يعيدني لعامٍ مضى ، لأعيشَ ذاتِ الكارثة نعم هكذا أسميتها .. كارثةٌ قلبية .. زعزعت استقرار نفسي حتى تمنيتُ أني لم أحب في التاسع من يونيو العامَ الماضي ، تَفَتّتَت أوراق أزهاري ، و تفتتت رياحين عمري .. لأنه حينما تُعلِّقُ أمالكَ عندَ أحدهم ، و تهديهِ ثقتكَ و نفسك و حبك فيخذلك و يخونك .. ستدمى ، ستعايشَ جرحاً نازفاً دائم ستفقد ثقتكَ بالجميع ، ستخشى الصداقات ، العلاقات .. ستخشى الحب ! و الحب أكثر شيءٍ كنتُ أؤمن به .. كنتُ أخلقه .. كنتُ أهمس به و أعيشه في كل حركة كنتُ أتنفسُ حباً و أزفر عشقاً .. كنتُ أعيشه معه .. لكنه قد حطمَ الصورةَ التي رسمتها معه ، و شوّه عالمي الذي صنعته و عشته و إياه ما أهداني إيّاه قد سلبه مني في لحظةٍ وجزة .. كان كل شيءٍ كالحلم ، لا بل كان كالكابوس ! أذكر أني ذرفت دموعي بألمٍ يعتصر قلبي ، و أنا لا أعي .. هل تَركني ؟ هل حطمّ قلبي و هو يعلم !؟ هل تخلّا عني !!؟ لا يسعني الآن وصفَ عواطفي الموجوعة ، و لا أريد تذكرَ حزني و اكتئابي و تقوقعي على نفسي فقلبي قد رَمُدَ أخيراً ، و جذوةِ الحب قد انطفأت و ما بقي غير الرثاء .. و نقمٌ و كرهٌ لتلكَ الأيام التي خدعتني بلباسها الوردي و لصوتهِ و همسه .. ذاك الفارس الذي وللا هارباً في الرمق الأخير كما قالوا ، لم يروي عطشي .. بل أخذني لليمِّ و أعادني بظمأٍ أكثر ! هكذا سرقَ ربيعي ، و زهور عمري ، و عكر صفوي و بدد حلمي و هتكَ عشي الذي بنيناه معاً .. ليحوله ركاماً لا روحَ فيهِ و لا حياة تركني بلا مأوى .. و بلا ثقة ! أذكر تماماً الثوب الأسود الذي جاءني به أخبرني أنه يتوق لرؤيتي أرتديه .. و قد ارتديته و ما كنتُ أدري أنه كان بداية الحداد ! بذاتِ اليوم .. هاجمني .. و القى اتهاماته الخائبة على قلبي المفطور و انقلب كل شيءٍ على عقب و لم يعد هناك عش و لا حب و لا زوج كان من المؤسف أن يغادرني بهذه الطريقة بل من المقرف ! أدركتُ بعدها أنه قد عثرَ على حبٍ جديد .. فقرر هجري و التخلص مني فسلكَ سبيلاً ملتوياً ليفر مني .. و يدنسني بقذارة قد عاشَ حياةً أخرى و جعل كل سبلي وعرة .. لا أستطيع سلكَ أي سبيلٍ منها صرتُ أسكن للوحدة .. و أهجرَ المجالسَ و أحذر خوضَ الأحاديث أنا مرتابةٌ من كل شيء من كل شيء ! من أينَ أبدأ من جديدٍ و الناس لم تنتهي بعد من حكايتي ؟ كيفَ أنسى و التاريخ يطرق باب ذاكرتي ؟ كيفَ أحيا ، و أحدهم قد هشَّمَ قلبي ؟!!.. أعود لرُزنامةِ الأيام ، لأقتلعَ منها يومَ بؤسي و أعاتب الشمس التي بزغت دون أن تنكسف .. و أدفن رأسي .. |
|
|